أخرَجَهُ الدَّارَقُطنِيُّ (١/ ١٠٣) عن مُحمَّد بن شاذان، نا مُعَلَّى بن منصورٍ.
ولكنِّي وجدتُ أبا كُريبٍ، وهو مُحمَّدُ بن العلاء، رواه عن مُعَلَّى بن منصُورٍ، عن حمَّاد بن زيدٍ، كما رواه الجماعة.
أخرَجَهُ ابنُ جريرٍ (١١٣٨٠).
• قلتُ: فقد رأيتَ، أراك اللهُ الخيرَ، أنَّ خمسة عشر راويًا، فِيهِم جمعٌ من الحُفَّاظ الأثبات، رَوَوْا هذا الحديث عن حمَّاد بن زيدٍ بسَنَده، فجَزَمُوا أن الحديث من مُسنَد أبي أُمَامة، وأنه مرفُوعٌ إلما النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -.
وخالَفَهُم سُليمانُ بن حربٍ، فجزم بأنَّ قوله:"الأُذُنان من الرَّأس" مِن كلام أبي أُمامَة - رضي الله عنه -.
فنَظَرَ الدَّارَقُطنِيُّ في هذا الاختلاف، فقال عَقِب تخريجِه الحديثَ:"أَسنَد هؤلاء عن حمَّادٍ، وخالَفَهُم سُليمانُ بن حربٍ، وهو ثِقَةٌ حافظٌ".
فهذا يدُلُّ على أنَّ الدَّارَقُطنيَّ يُرَجِّح رواية سُليمان بن حربٍ على رواية هؤلاء النَّفَر، وفِيهِم من ذكرتُ من الحُفَّاظ، وهذا يُخالِفُ القاعدةَ الكُلِّيَّةَ التي وضعها عُلماءُ الحديث في تعريف الشَّاذِّ، ولكنَّ هذه القاعدةَ قد تتخلف أحيانًا لقرائنَ تَكُونُ عند النَّاقد، ولعلَّ من القرائن التي اعتمد عليها الدَّارَقُطنِيُّ في ترجيح رِواية سُليمان وحده أنَّه كان ذا خُصُوصيَّةٍ في حمَّاد بن زيدٍ، فقد ذَكَر يعقوبُ بن سُفيان في "المعرفة والتَّاريخ"(١/ ١٧٠) عن سُليمان بن حربٍ، قال:"اختلَفتُ إلى شُعبة، فلمَّا مات جالَستُ حمَّاد بن زيدٍ، ولَزِمتُه حتَّى مات، جالستْهُ تِسعَ عشرة سنة".