فأخرَجَ هذه الرواية النَّسَائِيُّ (٥/ ٩٨) من طريق النَّضر بن شُمَيلٍ، عن عبد الله بن عَونٍ، عن ابن سِيرِين، عن أبي هُريرَة فذَكَرَه موقُوفًا.
ولا تَخَالُفَ بين رِوايته ورِواية الرَّفع، لما قدَّمنا أنَّ ابن سِيرِين كان يَرفَعُه ويُوقِفُه، وليست هذه علَّةٌ تَقدَحُ في الرِّواية.
فهذا ما يتَعَلَّق بحديث أبي هُريرة، وهو صحيحٌ لا ريب في ذلك، وقد اتَّفق عليه الشَّيخان، من رِواية ابن سيرين عنه.
* أمَّا حديثُ أنَسٍ - رضي الله عنه - ..
فأخرَجَهُ النَّسَائيُّ في "التَّفسير"(١١٤٣٣ - الكُبرَى) قال: "أخبَرَنا الرَّبيع بن مُحمَّد بن عيسى، ثنا آدمُ - هو ابنُ أبي إِياسٍ -، ثنا شَيبانُ بن عبد الرَّحمن أبو مُعاوِية، ثنا قتادة، عن أنَسٍ مرفُوعًا: "يَجمَع الله المُؤمِنِين يوم القيامة، - فذَكَر حديث الشَّفاعة، وفيه: - فيأتُون إبراهيم، فيَقُول: إنِّي لست هُنَاكُم. ويَذكُرُ كِذباتِهِ الثَّلاث: قولَهُ: {إِنِّي سَقِيمٌ}[الصافات: ٨٩] وقولَه: {فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا}[الأنبياء: ٦٣]، وقولَه لسارَّة حين أتَى على الجبَّار: أَخبِرِي أنِّي أخوك، فإِنِّي سأُخبرُ أنا أنَّكِ أُختِي؛ فإنَّا أَخَوَان في كتاب الله، ليس في الأرض مُؤمِنٌ ولا مُؤمِنَةٌ غيرُنا. . ." الحديث.
وإسنادُهُ قويٌّ، والرَّبيع بنُ مُحمَّد، قال تلميذُه النَّسَائِيُّ: "لا بأس به"، وبقيَّةُ رجال الإسناد ثقاتٌ معروفُون.
* وأمَّا حديثُ أبي سعيدٍ الخُدْرِيِّ - رضي الله عنه - مرفوعًا، فذَكَرَ حديث الشَّفاعة، وفيه: "فيأتون إبراهيم. . ."، فيذكره بنحو حديث أنَسٍ الفائت.