فهذا يدلُّ على أنَّ شُعبة كان مُستَفهِمًا، لا مُعِلًّا، وقد أجابه القاسمُ بأنَّه سمعه من أبي نَضرة، فلا وَجهَ لإيراد الحديثِ، ولا روايته في "كتاب الضُّعفاء".
أمَّا رواية شهر بن حَوْشَبٍ ..
فقد أخرَجَها أحمدُ (٣/ ٨٨ - ٨٩) قال: حدَّثَنا أبو اليَمَان، أخبَرَنا شُعيب بن أبي حمزة، حدَّثَني عبدُ الله بن أبي حُسَين، حدَّثَني شَهرٌ، أنَّ أبا سعيدٍ حدَّثَه مَرفُوعًا فذَكَر مثلَه.
ورَوَاهُ عبد الحَمِيد بن بَهرَامَ، قال: حدَّثَني شَهرُ بن حَوْشَبٍ، عن أبي سعيدٍ مرفُوعًا.
أخرَجَهُ أحمدُ (٣/ ٨٩) قال: حدَّثنا أبو النَّضر هاشِمُ بن القاسِم ..
والبَيهَقِيُّ في "الدَّلائل"(٦/ ٤٣) عن يُونُس بن بُكيرٍ، كلاهما عن عبد الحَمِيد بهذا.
ورواه البَيهَقِيُّ أيضًا (٦/ ٤٢ - ٤٣) من طريق مَعقِل بن عبد الله، عن شهرٍ بهذا.
وشهرُ بن حَوْشَبٍ مُتكلَّمٌ فيه بكلامٍ كثيرٍ، وخُلاصَة الرَّأي عندي فيه أنَّهُ حَسَنُ الحديث، إلَّا إذا خالَفَه مَن هو أمكنُ منه، وهو هنا مُتابَعٌ مِن قِبَل أبي نَضرة، فهذا يدُلُّ على أنَّهُ حَفِظ.