للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ورَجَّح المُنذِرِيُّ في "التَّرغيب" (٤/ ٥١٨) وقفَه، وقال: "هو أشبه بالصَّواب".

وطريق المرفُوع والموقُوف واحدٌ، فلعلَّ قائلًا يقول: "لا يَصِحُّ المرفُوع، ولا الموقُوف".

فالجوابُ: إنَّ طريقةَ العُلماء في مِثل هذا أنْ يأخُذُوا بالأقلِّ؛ لأنَّه المُوافِق للاحتياط. واللهُ أعلَمُ.

وللمَوقُوف شاهدٌ عن ابن عبَّاسٍ - رضي الله عنهما - ..

أخرَجَه ابنُ أبي الدُّنيا في "صفة الجَنَّة" (١٤٠، ١٦٢) قال: حدَّثَنا سُويدُ بنُ سعيدٍ، ثنا عبدُ رَبِّه بنُ بارِقٍ الحَنَفِيُّ، حدَّثَني خالي زُمَيلُ بنُ سِماكٍ، أنَّه سَمِعَ أباهُ يُحدِّثُ، أنَّهُ لَقِيَ عبدَ الله بنَ عبَّاسٍ بالمدينة بعدما كُفَّ بَصَرُهُ، فقال: "يا ابنَ عبَّاسٍ! ما أرضُ الجَنَّة؟ "، قال: "مَرمَرَةٌ بيضاءُ مِن فِضَّةٍ، كأنَّها مرآةٌ"، قلتُ: "ما نُورُها؟ "، قال: "ما رأيتَ السَّاعة التي يكُون فيها طلوعُ الشَّمس؟ فذلك نورُها، إلَّا أنَّها ليس فيها شمسٌ ولا زمهريرُ"، - قال: - قلتُ: "فما أنهارُها؟ أفي أخدودُ؟ "، قال: "لا، لكنَّها تَجرِي في أرض الجَنَّة، مُستَكِفَّةً، لا تفيض ها هنا ولا ها هنا، قال الله لها: كُونِي. فكانت"، قلتُ: "فما حُلَل الجَنَّة؟ "، قال: "فيها شجرةٌ، فيها ثمرٌ كأنَّه الرُّمَّان، فإذا أراد وليُّ الله منها كسوةً، انحدَرَت إليه من غُصنِها، فانفَلَقَت له عن سَبعِين حُلَّة، ألوانًا بعد ألوان، ثُمَّ تَنطَبِق، فتَرجِع كما كانت".

وتابَعَهُ زيادُ بن يحيَى، قال: ثنا عبدُ ربِّه بنُ بارِقٍ بهذا الإسناد.