به خيرًا يُفَقِّههُ في الدِّين، وإنَّما العِلمُ بالتَّعَلُّم".
فعلَّق الحافظُ في "الفتح" (١/ ١٦١) قائلًا: "قولُه: "وإنَّما العلم بالتَّعلُّم"، وهو حديثٌ مرفوعٌ، أورده ابن أبي عاصمٍ، والطَّبَرانيُّ، من حديث مُعاوية، بلفظ:"يا أيُّها النَّاس! تعلَّمُوا، إنَّما العلم بالتَّعلُّم، والفقه بالتَّفقُّه، ومن يُرِد الله به خيرًا يُفَقِّهه في الدِّين"، إسنادُه حَسَنٌ، إلَّا أن فيه مُبهَمًا، اعتَضَد بمجيئه من وجهٍ آخر" انتهَى.
* ثانيًا: حديثُ أبي الدَّرداء - رضي الله عنه -:
مرَّ الكلامُ عنه في حديث أبي هُريرة.
* ثالثًا: حديثُ مُعاوية - رضي الله عنه -:
أخرَجَهُ الطَّبَرانيُّ في "الكبير" (ج ١٩/ رقم ٩٢٩) قال: حدَّثَنا أحمد بن المُعلَّى الدِّمَشقِيُّ، ثنا هشام بن عمَّارٍ، ثنا صدقة بن خالدٍ، ثنا عُتبة بن أبي حَكِيمٍ، عمَّن حدَّثَه، عن مُعاوية مرفُوعًا: "يا أيُّها النَّاس. . ."، وساقه كما ذَكَر الحافظُ قريبًا.
وإسنادُه ظاهر الضَّعف؛ وهشام بن عمَّارٍ ساء حفظُه، لاسيما في آخر عُمره. وعُتبة بن أبي حَكيمٍ مخُتلَفٌ فيه. ومن حدَّثَهُ مجهولٌ.
وذكر البدرُ العَيْنِيُّ في "عُمدة القاري" (٢/ ٤٣)، أنَّ الخطيب البَغداديَّ رواه في "الفقيه والمتفقِّه"، عن مكحُولٍ، عن مُعاوية.
ويُشبهُ أن يكون المُبهَمُ في إسناد الطَّبَرانيِّ هو مكحولٌ الشَّامِيُّ، فإن عُتبة بن أبي حَكِيمٍ يَروِي عنه.
ومكحولٌ لم يَسمَع من مُعاوِية، كما صرَّح بذلك أبو حاتمٍ الرَّازِيُّ،