وبالجُملة فلا وجهَ لتحسين هذا الإسناد، كما فعل الحافظُ - رحمه الله -.
وقد رأيتَ الوُجوه الأُخرَى التي أشار إليها الحافظُ، وهي ضعيفةٌ جدًّا، لا تصلح للتَّقوية، والبُخاريُّ يَذكُر في مُعلَّقاته الحديث الصَّحيح، والحَسَن، والضَّعيف، كما يَعرِفُه مَن له عنايةٌ بصحِيحِه.
وقد صحَّت الفقرةُ الأولى منه: "إنَّما العلم بالتَّعلُّم"، عن ابن مسعُودٍ - رضي الله عنه -.
أخرَجَهُ أحمدُ في "الزُّهد" (ص ١٦٢ - ١٦٣) ..
وابن أبي شَيبَة (٨/ ٧٣٠)، ومن طريقه ابن عبد البَرِّ في "الجامع" (٦١٥)، قالا: ثنا وكيعٌ - وهذا في "كتاب الزُّهد" (٥١٨) -، قال: حدَّثَنا سُفيان الثَّوْريُّ، ثنا أبو الزَّعْرَاءِ، عن عمِّه أبي الأحوص، عن ابن مسعُودٍ، قال: "إنَّ الرَّجُل لا يُولَد عالمًا، إنَّما العلم بالتَّعلُّم".
وأخرَجَهُ أبو خَيثَمة في "كتاب العِلم" (١١٥) عن وكيعٍ به.
وهذا إسنادٌ صحيحٌ.
وأبُو الزَّعراء هو الكوفِيُّ، ابنُ أخي أبي الأحوَص الجُشَمِيِّ. وهو ثقةٌ نبيلٌ. وعمُّهُ اسمُهُ عوفُ بنُ مالكٍ بن نَضْلَةَ الجُشَمِيُّ.
وأخرَجَهُ ابنُ أبي شيبة، ومن طريقه ابن عبد البَرِّ (٦١٦) قال: ثنا أبو داوُد - وهو الحَفْرِيُّ - ..
والبيهقيُّ في "المَدخَل" (٣٧٧) عن يعلى بن عُبيدٍ، قالا: ثنا سُفيان الثَّوريُّ، عن عليِّ بن الأقمر، عن أبي الأحوص، عن ابن مسعُودٍ.