للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ثُمَّ رأيتُ ابنَ أبي حاتمٍ ذَكَر حديث عليِّ بن الحَكَم في "العِلل" (١٥٠٦)، ونَقَل عن أبيه، أنَّهُ قال: "وهو عندي محفوظٌ"، فدلَّ هذا على صِحَّة الرِّوايتين جميعًا.

ولا يَظهَرُ من كلام أبي حاتمٍ أنه يُرجِّح حديث عليِّ بن الحَكَم على حديث أبي بِشرٍ، والحَكَمِ بن عُتيبة، وإلَّا لَقَال: "وهو المحفُوظ". واللهُ أعلَمُ.

ولا يُعِلُّ الحديثَ قولُ شُعبة في روايةٍ لأحمد (١/ ٢٨٩): "رَفَعَهُ الحَكَمُ، - قال شُعبةُ: - وأنا أكرَهُ أن أُحدِّث برفعِه. - قال شُعبَةُ: - وحدَّثَنِي غَيلانُ، والحجاجُ - يعني: ابنَ أرطاةَ -، عن مَيمُونَ، عن ابن عبَّاسٍ، لم يَرفَعْه" انتهَى.

فقد رواه أكثرُ من نفسٍ عن شُعبة، وصرَّح برفعِه، فكأنَّه كان يتهيَّب أحيانًا أن يرفعَهُ.

ثُمَّ إنَّ سُفيان الثَّوْريَّ رواه عن حجَّاج بن أرطاة، وجعفرِ بن بَرقَانَ، عن مَيمُونَ بنِ مِهرانَ، عن ابن عبَّاسٍ، قال أحدُهما: "نَهَى رسُول الله - صلى الله عليه وسلم -"، وقال الآخرُ: "نَهَى".

كذا ذكر المِزِّيُّ في "الأطراف" (٥/ ٢٥٣).

وله طريقٌ أُخرَى عن ابن عبَّاسٍ، يرويها مُجاهِدٌ عنه، قال: "نَهَى رسُول الله - صلى الله عليه وسلم - يَومَ حُنينٍ عن بيع الغنائم، حتى تُقسَم، وعن الحَبَالَى أن يُوطَئن، حتَّى يَضَعن ما في بُطونهن، وقال: "أَتَسقِي زرع غيرك؟ "، وعن لُحُوم الحُمُر الإِنسيَّة، وعن كُلِّ ذي نابٍ من السِّباع".