للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وأتباعِهم؟! "، ثُمَّ قال بيديه، إحداهما على الأُخرَى، ثُمَّ قال: "حتَّى تُوافُونِي بالصَّفا قال: فانطلقنا، فما شاء أَحَدٌ مِنَّا أن يَقتُل أحدًا إلَّا قَتَلَه، وما أحدٌ مِنهُم يُوجِّه إلينا شيئًا، - قال: - فجاء أبو سُفيان، فقال: "يا رسُول الله! أُبِيحَت خضراءُ قُريشٍ، لا قُريشَ بعد اليوم! ثُمَّ قال: "من دَخَل دار أبي سُفيان فهو آمنٌ فقالت الأنصارُ بعضُهم لبعضٍ: "أمَّا الرَّجُل فأدركته رغبةٌ في قريَتِه، ورأفةٌ بعشِيرَتِه! "، - قال أبو هُريرَة: - وجاء الوحيُ، وكان إذا جاء الوَحيُ لا يَخفَى علينا، فإذا جاء فليسَ أحَدٌ يرفَعُ طَرْفَه إلى رسُول الله - صلى الله عليه وسلم -، حتَّى ينقضي الوَحيُ، فلمَّا انقضَى الوحيُ، قال رسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا معشر الأنصار! قالوا: "لبَّيك، يا رسُول الله! قال: "قُلتُم: أمَّا الرَّجُلُ، فأدركته رغبةٌ في قريته؟ قالوا: "قد كان ذاك! قال: "كلَّا! إنِّي عبدُ الله ورسُولُه، هاجرتُ إلى الله وإليكم، والمحيا مَحيَاكُم، والمماتُ مماتُكُم"، فأقبَلُوا إليه يبكُون، ويقُولون: "والله! ما قُلنا الذي قُلنَا إلَّا الضَّنَّ بالله وبرسُولِهِ"، فقال رسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ اللهَ ورسُولَه يُصَدِّقَانِكُم، ويَعذِرَانِكُم"، - قال: - فأقبل النَّاسُ إلى دار أبي سُفيان، وأَغلَق النَّاسُ أبوابَهُم، - قال: - وأقبَل رسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، حتَّى أَقبَل إلى الحَجَر، فاستَلَمه، ثُمَّ طاف بالبيت، - قال: - فأتى على صَنَمٍ إلى جنب البَيت، كانوا يَعبُدُونه، - قال: - وفي يَدِ رسُول الله - صلى الله عليه وسلم - قوسٌ، وهو آخذٌ بسِيَةِ القوسِ، فلمَّا أتى على الصَّنَم، جَعَل يطعَنُه في عَينِه، ويقُول: "جاء الحَقُّ وزَهَق الباطلُ"، فلمَّا فَرَغَ من طوافه، أتى الصَّفا، فعلا عليه، حتَّى نَظَر إلى البيت، ورَفَع يديه فَجَعَل