جاء مِن قِبَل الأعمش؛ لأنَّهُ كان يُدَلِّس أحيانًا. وقد يُمكِن أن يكُون مِن قَبَلِ حِفظِ وكيعٍ لذلك، وإن كان حافظًا، أو من قِبَل أبي خيثمة؛ لأنَّ فيه:"حدَّثَنا هلالُ بنُ يَسَافٍ"، وليس بشيءٍ، وإنَّما الحديث للأعمشِ، عن عليِّ بن مُدرِكٍ، عن هلالٍ، والله أعلم. وقد رَوَى الأعمشُ، عن هلال بن يَسَافٍ، غيرَ ما حديثٍ. وقد رَوَى هذا الحديثَ شعبةُ، عن عليّ بن مُدرِكٍ، عن هلال بن يَسَافٍ، عن رَجلٍ من أصحاب النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، لم يَقُل: عن عِمران بن حُصين".
قال ابنُ عبد البَرِّ: "هذا الحديثُ في إسناده اضطراب، وليس مثلُه يعارَض به حديثُ مالِكٍ؛ لأنَّه مِن نَقلِ ثقات أهل المدينة، وهذا حديثٌ كُوفيٌّ، لا أصل له، ولو صحَّ، كان معناه كمعنى حديث ابن مسعُودٍ، على ما فَسَّره إبراهيمُ النَّخْعِيُّ، فقيه الكُوفة".
• قلتُ: وفي كلامه نظرٌ من وُجوهٍ ..
الأوَّل: أنَّه رجَّح رواية من رواه عن الأعمش، عن عليّ بن مُدرِكٍ، عن هلال بن يَسَافٍ، عن عِمران.
وهذا الوجه أخرَجَهُ التِّرمِذِيُّ (٢٢٢١، ٢٣٠٢) قال: حدَّثَنا واصلُ بنُ عبد الأعلى ..
وابنُ أبي عاصمٍ في "السُّنَّة" (١٤٧١) قال: حدَّثَنا ابن نُميرٍ، قالا: ثنا مُحمَّدُ بنُ فُضيلٍ، ثنا الأعمشُ بهذا.
وتابعه منصُورُ بنُ أبي الأسود، عن الأعمش بسَنِده سواء.