* الأوَّلُ: أنَّه رجَّح تَوثيقَ الحاكِمِ لحنشٍ، وعضَّدَه بقول حُصَينُ بن نُمَيرٍ:"هو شيخُ صدقٍ"، ثُمَّ علَّل ذلك بقوله:"وهو قد عاشَرَهُ ورَوَى عنه، فقولُهُ مُقدَّمٌ على مَن ضعَّفوه".
وهذا قولٌ لا يَقُولُه عالِمٌ أبدًا؛ لأنَّ الحاكِمَ مُتساهِلٌ في التَّوثيق والتَّصحيح، وشُهرَةُ ذلك لا تَحتاجُ إلى إثباتٍ - والمُعتَرِضُ كثيرُ الدَّندنة حول هذا المعنى في كُتُبه -، وإن كان هو في باب التَّوثيق أكثرَ تماسُكًا منه في باب التَّصحيح.
وحُصَينُ بن نمَيرٍ هو مُجرَّدُ راوٍ، ولا يُعرَفُ وزنُهُ في النَّقد، ووَصفُهُ لحنشٍ بأنه شيخُ صدقٍ ليس فيه أكثرُ من نفي الكذب عنه، دون إثبات الضَّبط له، هذا لو سَلَّمنا أن حُصَينًا هذا له قدمٌ في النَّقد، كيف وهو ليس كذلك، بل قولهما مُعارِضٌ لكلام أساطين النُّقَّاد الذين فسَّرُوا جَرحَهُم له؟ فاسمَع ما قال الأئمَّةُ في هذا "الحنش"!!
قال أحمدُ بنُ حنبلٍ:"ليس حديثُهُ بشيءٍ. لا أروِي عنه" ..
وقال البُخارِيُّ في "تاريخه": "ترك أحمدُ حديثَهُ" ..
وقال عبدُ الله بنُ أحمد بن حنبلٍ، عن أبيه:"مترُوكُ الحديث. ضعيفُ الحديث. وله حديثٌ واحدٌ حَسَنٌ. رَوَى عنه التَّيمِيُّ في قصَّة الشُّؤم".
قال عبدُ اللّه:"واستَحسَنَهُ أبي" ..
وقال عبَّاسٌ الدُّورِيُّ، عن يحيى بن مَعِينٍ، وأبُو زُرعة:"ضعيفٌ" ..