للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

حتّى يمُرُّ المسلِمونَ فيَلقاهُم، فيقولُ: "من تعبدونَ؟ "، فيقولونَ: "نَعبُدُ اللهَ لا نُشرِكُ به شيئًا"، فَينتَهرُهُم مرَّةً أو مرَّتَين، فيَقولونَ: "نَعبدُ اللهَ لا نُشرِكُ بِهِ شيئًا"، فَيَقولُ: "هل تَعرِفونَ رَبَّكُم؟ "، فيقولونَ: "سُبِحَانَهُ، إذا اعتَرَفَ لنا عرِفنَاهُ"، فعِندَ ذَلِكَ يُكشَفُ عَن سَاقٍ، فَلا يَبقَى مُؤمنٌ إلَّا خَرَّ لله سَاجِدًا، ويَبقَى المُنَافِقونَ ظُهُورُهم طَبَقًا واحِدًا، كَأنَّما فيهَا السَّفَافِيدُ، فيَقولونَ: "رَبَّنا". فيقُولُ: "قَد كُنتُم تُدعَونَ إلىَ السُّجُودِ وأَنتُم سَالمُون".

ثُمَّ يأمُرُ بالصِّراط، فَيُضرَبُ على جهَنَّمَ، فَيَمُرُّ النَّاسُ بأعمَالهِم زُمَرًا، أوائلُهُم كَلَمحِ البَرقِ، ثمَّ كَمَرِّ الرِّيحِ، ثمَّ كمَرِّ الطَّير، ثمَّ كأسرَعِ البهائم. -قال:- ثمَّ كذلك حتَّى يجئ الرَّجُلُ سَعيًا، ثمَّ يجيءُ الرَّجلُ مَشيًا، حتَّى يكونُ آخِرُهُم رَجُلًا يتَلَقَّى على بَطنِهِ، فيَقُولُ: "يا رَبِّ، أبطأتَ بي"، فيقولُ: "إنَّما أَبطَأ بكَ عمَلُك".

ثمَّ يَأذَنُ اللهُ في الشَّفاعَة. فيكونُ أوَّلَ شافع يومَ القِيامَةِ جَبْرَئِيْلُ، ثمَّ إبراهيمُ خَليلُ الله، ثُمَّ مُوسى -أو قال: عيسى. قال سَلَمَةُ: لا أدري أيَّهُمَا قال-، ثمَّ يَقومُ نَبِيُّكُم - صلى الله عليه وسلم - رابعًا، لا أحَدًا بَعدَهُ فِيما يُشْفَعُ فيه، وهوَ المَقَامُ المَحمودُ الذي وَعَدَهُ اللهُ: {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} [الإسراء: ٧٩].

فلَيسَ من نَفسٍ إلَّا تَنظُرُ إلى بيتٍ في الجنَّة وبيتٍ في النَّارِ، وهُوَ يومُ الحَسرَةِ، قال: فَيَرَى أهلُ النَّار البيتَ الذي في الجَنَّة فَيُقَالُ: "لو عملتُم! "، ويَرَى أهلُ الجنَّة البيتَ الذي في النَّار، فَيُقَالُ: "لولا أنْ مَنَّ اللهُ عليكُم! ".