للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقد قال الحافظُ في "اللِّسان" (٦/ ٤٧٢): "رواه التِّرمِذِيُّ مِن طريق الوليد، عن ابن جُرَيجٍ، ليس بينَهُمَا واسطَةٌ. فلعلَّ الوليدَ دَلَّسَةَ عن ابن جُرَيجٍ، فقد ذَكَرَ ابنُ أبي حاتمٍ في ترجَمَةِ: "مُحمَّد بن إبراهيم" أنَّهُ رَوَى عنهُ الوليدُ ابنُ مُسلِمٍ، وهشامُ بنُ عمَّارٍ" انتهَى.

• قلتُ: وهذا التَّرَجِّي من الحافظِ فيه نَظَرٌ؛ لأنَّهُ ثبَتَ أنَّ الوليدَ بنَ مُسلِمٍ صرَّحَ بالتَّحديث مِن ابن جُرَيجٍ. نعم! يكونُ الكلامُ مقبُولًا لو كان ابنُ جُريجٍ هو الذي يروِيهِ عن مُحمَّدِ بنِ إبراهيمَ، فنقُولُ حينئِذٍ: إنَّ الوليدَ دلَّسَهُ؛ لأنَّهُ كان يُدَلِّسُ تدليسَ التَّسوِيَةِ، ويكُونُ مِن فوقِ شيخِ الوَلِيدِ.

وبالجُملَةِ: فالحديثُ باطِلٌ. والحمدُ لله تعالَى.

ووجدتُ للحديثِ طرِيقًا أخرَى عن ابن عبَّاسٍ، بسِيَاقٍ آخرَ ..

أخرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ في "الدُّعاء" (١٣٣٤) قال: حدَّثَنَا يحيى بنُ أيُّوبَ العَلَّافُ المِصرِيُّ، ثنا أبو الطَّاهِرِ ابنُ السَّرحِ، ثنا أبو مُحمَّدٍ مُوسى بنُ عبدِ الرَّحمنِ الصَّنعَانِيُّ المُفَسِّرُ، حدَّثَنِي ابنُ جُريجٍ، عن عطاءٍ، عن ابنِ عبَّاسٍ -رضي الله عنه-، عن النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-، قال. (ح) وحدَّثَنا (١) مُقاتِلُ بن حَيَّانَ، عن مُجاهِدٍ، عن ابن عبَّاسٍ -رضي الله عنه-، عن النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-، قال: "مَن سَرَّهُ أن يُوعِيهِ اللهُ -عز وجل- حِفظَ القُرآن وحِفظَ أصنافِ العلمِ فَليَكتُب هذا الدُّعَاءَ في إِناءٍ نَظِيفٍ، أو في صَحْفَةِ قَوارِيرَ، بعَسَلٍ، وزَعفَران، وماءِ مطَرٍ،


(١) قال مُحقِّق كتاب "الدُّعاء" في هذا الموضع: "هكذا جاء مُنقطِعًا، ومقاتِلُ بن حَيَّان قطعًا ليسَ شيخَ الطَّبَرانيِّ" كذا قال! ظَنَّ أنَّ القائَلَ بعد حرف التَّحويلِ (ح): "حدَّثَنا مقاتل بن حيَّان" هو الطَبَرانيُّ، وليسَ كذلك، بل القائلُ هو مُوسَى بنُ عبد الرَّحمن الصَّنعَانِيُّ. والله أعلم.