يتهجَّد من اللَّيل، فمرَّ بهذه الآيةِ:{شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ … }[آل عمران: ١٨]، قالَهَا مرارًا، قُلتُ: لقد سَمِع فيها شيئًا. فغدَوتُ إليه، فودَّعتُه، ثُمَّ قُلتُ: إنِّي سمِعتُك تُردِّدُها اللَّيلةَ. قال: وما بَلَغَك ما فيها؟ -قال:- قلتُ: وأنا عِندَك منذُ سَنةٍ لم تُحدِّثني بها. قال: والله! لا أُحدِّثُك بها سنةً. فكَتَبتُ ذلك اليومَ على بابِهِ، فلمَّا مضت سنَةٌ، قلتُ: يا أبا مُحمَّد! قد تمَّت السَّنةُ. فقال: حدَّثَنِي أبو وائلٍ، عن ابن مَسعُودٍ مرفُوعًا:"يُجاء بصاحِبِها يوم القِيامة، فَيقُول الله -عز وجل-: عَبدِي عَهِدَ إِلَيَّ عَهدًا … الحديث".
وسَنَدُه ضعيفٌ جدًّا؛ وعمَّارُ بن عُمَر، قال العُقيليُّ، بعد أن أَورَد هذا الحديثَ في ترجمته:"لا يُتَابَع على حديثه، ولا يُعرَفُ إلَّا به".
وقال الذَّهَبيُّ في "الميزان"(٣/ ١٦٦): "فيه كلامٌ".
وضعَّفه البَيهقِيُّ.
وأبُوه شَرٌّ منه، قال الذَّهَبيُّ، بعد أن أورَد له هذا الحديث:"والآفَةُ فيه من عُمَر؛ فإنَّهُ مُتَّهمٌ بوضع الحديثِ، قال ابنُ خُطَّافٍ: عُمَرُ مُتَّهَمٌ بالوضع. وصرَّح ابنُ عديٍّ في أوَّل ترجَمَته أنَّه يَروِي البواطيلَ. وقال البَيهقيُّ: عمَّارٌ وعُمَرُ ضعيفانِ، ولَم يأتِ به غيرُهما" ا. هـ.
[تنبيهٌ]
عزَا السِّيوطيُّ هذا الحديثَ في "الدُّرِّ المنثور"(٢/ ١٢) للطَّبرانيِّ في "الأوسط"، ولم أَجِدهُ فيه، فليُحَرَّر.