ولَم أَجِد روايةً في "المُجتَبَى" عن البُخاريِّ قطُّ. وأَعتَقِد أنَّ ذِكرَ البُخاريِّ في هذا المَوضعِ غلَطٌ.
وقد وقَفتُ في "التَّاريخ الكبير"(٤/ ٢/ ٤١٢) للبُخاريِّ على ترجمةِ: "يُونُسَ بن راشدٍ الحَرَّانيِّ"، فقال البُخاريُّ:"قال أحمدُ بنُ شُعيبٍ: كان راعيًا"، فعلَّق على ذلك الشيخُ العَلَّامَةُ ذَهَبِيُّ العَصرِ عبدُ الرَّحمن المُعلِّميُّ رحمه الله قائلًا:"في نُسخةٍ: سعيدٌ [يعني: بدل شعيبٍ]، فإن صحَّ هذَا فالظَّاهرُ أنَّهُ أحمدُ بنُ سعيدٍ الدَّارميُّ. وإن صحَّ الأوَّلُ فالظَّاهر أنَّهُ النَّسائيُّ صاحبُ "السُّنَن". ويُوافِقُه قولُ ابن حَجَرٍ في "تهذيب التَّهذيب": قال البُخارِيُّ: كان مُرجِئًا، وقال النَّسائيُّ: كان راعيةً، وكأنَّهُ إنَّما أَخذَ من هذا الكتابِ؛ فإنِّي لَم أرَ يُونُس في "الضُّعفاء والمتروكين" للنَّسائيِّ. وقد يُستَبعَدُ هذا، بأنَّ البُخارِيَّ - رَحِمَهُ اللهُ تَعَالىَ - ألَّف هذا الكتاب قديمًا، وعَرَضَهُ على إسحاق بن راهَوَيْه، فإِن كانَ قد لَقِيَهُ النَّسَائيُّ في ذلك الوَقتِ فيكونُ سِنُّ النَّسَائيِّ حينئذٍ دُونَ العِشرين، وقد يَبعُد أن يَعتَمِد عليه البُخاريُّ في مِثلِ هذا. لكن قد يقالُ: لعلَّ البُخاريَّ أَلحَقَ هذِه العِبارَةَ في أواخرِ عُمره، فإنَّهُ كان يَزِيدُ في "التَّاريخ"، وكانت وفاةُ البُخاريِّ وعُمر النَّسائِيِّ نحو أربعين. واللهُ أعلَمُ" انتَهَى كلامُهُ.
وأمَّا روايةُ النَّسائي عَن أبي داوُد، صاحبِ "السُّنَن". .
فقد نَظَر فيها الذَّهَبيُّ في "السِّيَر"(١٣/ ٢٠٧)، فقال:"وقد رَوَى النَّسائِيُّ في "سُنَنه" مواضِعَ يقولُ: حدَّثَنا أبو داوُد، حدَّثَنا سُليمانُ بن حَربٍ، وحدَّثَنا النُّفيليُّ، وحدَّثَنا عبدُ العزيز بن يحيى المدنيُّ، وعليُّ بنُ