زَلَّةٌ منه، ولو كان عالِمًا بالنَّقل لما ارتكب هذه الجهالة".
قال الحافِظُ ابن حَجَرٍ تعقيبًا على ابن طاهرٍ: "قُلتُ: أساء الأدبَ على إمامِ الحَرَمين، وكان يُمكِنُه أن يُعبِّر بألينَ من هذه العِبارة، مع أن كلام إمام الحَرَمين أشدُّ ممَّا نَقَلَهُ عنه، فإنَّهُ قالَ: والحديثُ مُدوَّنٌ في "الصِّحاح"، مُتَّفَقٌ على صحَّته، لا يتطرَّقُ إليه التَّأويلُ"!! انتهى.
وقال ابنُ الجَوزيِّ في "الواهيات" (١٢٦٤): "هذا حديثٌ لا يَصحُّ، وإن كان الفُقهاءُ كلهم يذكُرونه في كُتُبهم ويَعتَمِدون عليه، ولَعَمرِي! وإِن كان معناه صحيحًا، إنَّما ثبوتُه لا يُعرَف؛ لأنَّ الحارثَ بنَ عمرٍو مجهولٌ، وأصحابُ معاذٍ من أهل حمصَ لا يُعرَفُون، وما هذا طريقُهُ فلا وَجهَ لثُبوته" ا. هـ.
وقال عبدُ الحقِّ الأَشبِيليُّ: "لا يُسنَد، ولا يُوجَد من وجهٍ صحيحٍ".
وكذلك أعلَّه العُقيليُّ في "الضُّعفاء".
وقد حاوَلَ بعضُ العُلماء تقويتَهُ بما لا يَنهَضُ في سُوقِ المُناظَرة.
وقد أفاضَ شيخُنا الألبانيُّ - حفظه الله - في تضعيفِه، والرَّدِّ على من قوَّاه، في بحثٍ مُمتعٍ له في "سلسلة الأحاديث الضَّعيفة" (رقم ٨٨١)، فراجِعهُ غيرَ مأمُورٍ.