فرواه إسماعيلُ بنُ مُوسَى التَّبُوذَكِيُّ عنه، فقال:"عن أبي هُريرَة".
ورواه يُونُس بن مُحمَّدٍ عنه، فأبهَمَ الصَّحابيَّ.
فهذا اضطرابٌ في سنَدِ الحديثِ.
ثُمَّ أبُو جعفرٍ هذا، قال المُنذِريُّ في "التَّرغيب"(٣/ ٩٢): "وَأَبُو جعفرٍ المَدنيُّ، إِن كان مُحمَّدَ بن عليِّ بن الحُسين، فرِوايَتُه عن أبي هُريرَة مُرسَلَةٌ، وإِن كان غيرَ، فلا أعرفه" ا. هـ.
كذا قال! وأبو جعفرٍ لا يرويه في هذا الحديثِ عن أبي هُريرَة حتَّى يُقال ذَلك، وإِنَّما يروِيه عن عطاء بن يَسارٍ، عن أبي هُريرَة.
والصَّوابُ أنَّهُ ليس البَاقِرَ، بل هُو أبو جَعفَرٍ المُؤذِّنُ الأنصاريُّ: مجهولٌ. قال الحافِظُ في "التَّقريب"(رقم ٨٠٧٥): "ومَن زَعَمَ أنَّهُ مُحمَّدُ بنُ عليِّ بن الحُسين فقد وَهِم".
وقد قال المُنذريُّ في "مُختصَر سُنَن أبي داوُد"(١/ ٣٢٤): "في إسناده أبو جَعفَرٍ: رَجُلٌ مِن أهل المدينة، لا يُعرَفُ اسمُه".
فَمِن عَجَبٍ، أن يَقُولَ الهَيثميُّ في "مَجمَع الزَّوائد"(٥/ ١٢٥): "رَوَاهُ أحمَدُ، ورجالُهُ رجالُ الصَّحيح"!!
وأَعجَبُ مِنهُ وأغربُ قولُ النَّوَوِيِّ في "رياض الصالحين"(ص ٣٥٨): "رواه أبو داوُد، بإسنادٍ على شرط مُسلِمٍ"!!