وعليُّ بنُ زيدٍ هو ابنُ جُدعانَ، ضعَّفُوهُ مِن قِبَلِ حِفظِه.
وقد خالفه جَرِيرُ ينُ حازمٍ، فرواه عن الحَسَن، أنَّ عُمَر بنَ الخطَّاب - رِضوَانُ اللهِ عَلَيهِ - قال:" يا رَسُولَ الله! إِنَّ أَهلَ الكتاب يُحَدِّثُونا بأحاديثَ، قد أَخَذَت بقلُوبِنا، وقد هَمَمنا أَن نَكتُبَها"، فقال:" يا ابنَ الخَطَّاب! أَمُتَهَوِّكُونَ أَنتُم كَمَا تَهَوَّكَت اليهودُ والنَّصارَى؟! أَمَا والذي نفسُ مُحمَّدٍ بيدِه! لَقَد جِئتُكم بها بيضاءَ نقيَّةً، ولكِنِّي أُعطيتُ جَوَامِع الكَلِم، واختُصِر لي الحديثُ اختصارًا ".
أخرَجَهُ ابنُ الضُّرَيْسِ في " فضائل القُرآن"(٨٩) قال: أَنبَأَنا مُوسى ابنُ إسماعيل، قثنا جَرِيرٌ.
وهذا الوَجهُ مع انقطاعِه، فهُو أَمثَلُ من الوجه الأوَّل.
وقد رأيتُ له طريقًا آخرَ.
أخرجَهُ عبدُ الرَّزَّاق في " المُصنَّف "(ج ٦/ رقم ١٠١٦٣)، ومِن طريقِهِ البيهقيُّ في " الشُّعَب"(ج ٩/ رقم ٤٨٣٧) عن مَعمَرٍ، عن أيُّوب، عن أبي قِلابة، أنَّ عُمَر بن الخطَّاب - رضي الله عنه - مرَّ برَجُلٍ يقرَأُ كتابًا سَمِعَهُ ساعةً، فاستَحسَنَه، فقال للرَّجُل:" أَتكتُبُ مِن هذا الكِتاب؟ "، قال:" نعم! "، فاشتَرَى أَديمًا لنَفسِه، ثُمَّ جاء به إِليه، فنَسَخَه في بَطنِه وظَهرِه، ثُمَّ أتَى به النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فجَعَلَ يقرَؤُه عليه، وجَعَلَ وجهُ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - يتلَوَّنُ، فضَرَبَ رجلٌ مِنَ الأنصار بيَدِهِ الكِتابَ، وقال:" ثَكِلَتكَ أُمُّك، يا ابن الخطَّاب! أَلَا تَرَى إلى وجهِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - مُنذُ اليومَ وأنت تقرأُ هذا الكتابَ؟! "، فقال