قال المُناويُّ في "فيضِ القديرِ"(١/ ١٧٧): "وقد استَدركَ الحافظُ العراقيُّ على التِّرمذيِّ دعوَاهُ غرابتَهُ وضعْفَهُ، فقالَ: قلتُ: رجالُهُ رجالُ مُسلم، لكنَّ الرَّاوِي تردَّدَ في رفعِهِ".
• قلت: استِغرابُ التِّرمذيِّ إنّما هو في رفعِهِ، وقد صحَّحَ وقفَهُ على أميرِ المؤمنينَ عليِّ بن أبِي طالبٍ - رضي الله عنه -، ووافقَهُ علَى هذا الحُكمِ جماعة منَ الحفَّاظِ، مِنهُم: ابنُ حبَّانَ، والَدَّارقُطنيُّ في "العلل"(ج ٣/ ق ٢٧/ ٢)، والبزَّارُ، وابنُ عديٍّ، والبيهقيُّ، وغيرُهُم.
واعلَم! أنَّ للحديثِ المرفوعِ شواهدَ عن بعضِ الصَّحابةِ، لكِنَّهَا شديدةُ الضَّعفِ، فلا يُعَوَّلُ على شيءٍ مِنهَا. واللهُ أعلمُ.
أمَّا أثرُ عليِّ بن أبِي طالبٍ الموقوفُ عليهِ:
فأخرجَهُ البخاريُّ في "الأدبِ المفرَدِ"(١٣٢١)، وابنُ أبِي شيبةَ في "المصنَّفِ"(١٤/ ١٠٢)، ومُسدَّدُ في "مسندِه" - كما في "المطالبِ العاليةِ"(٣/ ٩) للحافظِ -، والبيهقيُّ في "الشُّعَبِ"(٦١٦٨ - ٦١٧٠)، بسندٍ حسنٍ.
وأخرجَ عبدُ الرَّزَّاقِ في "المصنَّفِ"(ج ١١/ رقم ٢٠٢٦٩) عن مَعمَرٍ.
والبخاريُّ في "الأدب المفرَدِ"(١٣٢٢) عن محمَّدِ بن جعفرٍ.
كلاهُمَا، عن زيدِ بن أَسلمَ، عن أبِيهِ، قال: قال لي عُمرُ بنُ الخطَّابِ: "يا أسلمُ! لا يَكُن حُبُّكَ كَلَفًا، ولا يكُن بغضُكَ تلَفًا"، قلتُ: وكيفَ ذلكَ؟ قال:"إذا أحبَبتَ فلا تكلِف كما يَكلِفُ الصبيُّ بالشَّيءِ يُحبُّهُ، وإذا أبغَضت، فلا تبغض بُغضًا تحبُّ أن يَتلَفَ صاحبُكَ ويهلِكَ".