النَّسائِيُّ وغيرُه، وقال ابنُ حِبَّانَ:"كلاهما يَروِي الموضُوعاتِ. لا يجُوزُ الاحتجاجُ بهما".
وقولُ الدَّارَقُطنيِّ:"تفرَّد به عَنبَسَةُ، عن المُعَلَّى" فيه نَظَرٌ، كما رأيتَ؛ فقد تابَعَهُ كادحُ بنُ رحمةَ، وإِن كانَت مُتابَعةً تالِفَةً، فإن الدَّارَقُطنيَّ، والطَّبَرانيَّ وغيرَهُما، لا يَقصِدَان ثُبوتَ المُتابَعة، بل يَنفِيَان وُجُودَها، صَحَّت أم لم تَصِحَّ. وقد شَرَحتُ شيئًا من هذا في كتابي "عوذُ الجَانِي بتسديد الأوهام الوَاقِعَة في أَوسَط الطَّبَراني".
ويُغنِي عن هذا الحديثِ ما:
أَخرَجه مُسلِمٌ (١٠٥٤/ ١٢٥)، والتِّرمذيُّ (٢٣٤٨)، وأحمدُ في "المُسنَد"(٢/ ١٦٨)، وفي "الزُّهد"(٨)، والبَيهَقِيُّ في "السُّنَن الكبير"(٤/ ١٩٦)، وفي "الأربعون الصُّغرَى"(٥٥ - بتحقيقي) مِن حديث عبدِ الله بنِ عَمرٍ - رضي الله عنهما - مرفُوعًا:"قَد أَفلَحَ مَن أَسلَمَ، ورُزِقَ كفافًا، وقنَّعه اللهُ بِما آتاه".