وعلى كُلِّ حالٍ فمِثلُ هذا لا يُقال بالرَّأي، فله حُكمُ المرفوع.
وعندي أنَّ الحديث من:"مُسنَد أبي هُريرَةَ" أولَى. وهو صحيح على شرط الشَّيخَين.
وهشامٌ الدَّستُوائِيُّ كان أثبتَ النَّاس في قتادَةَ، وكان شعبةُ يُفَضِّلُهُ على نفسه في قتادَةَ. فروايتُهُ أولَى من روايَة سعيدِ بنِ أبي عَرُوبَةَ، لاسِيَّما وقد اختُلِف عليه فيها. ويُحتَمَلُ أن يكون الوجهان محفُوظَين. والله أعلمُ.
وبعد كتابَةِ ما تقدَّمَ رأيتُ الدَّارَقُطنِيَّ روَى هذا الحديثَ في "الأفراد" - كما في "أطراف الغَرائِب"(٥٠٢٢) - وقال:" تفرَّد به أبُو جُزَيٍّ، عن قتادَةَ، عن زُرارَةَ، عن أبي هُريرَةَ. واختُلِفَ على قَتَادَةَ في إسنادِهِ".
• قلتُ: كذا قال! وقد رأيتَ أنَّ هشامًا الدَّستُوائِيَّ رواه عن قتادةَ هكذا.
وأبُو جُزَيٍّ هذا اسمُهُ نَصرُ بنُ طَريفٍ. وهو مَترُوكٌ.
وأخرَجَ عبدُ الله بنُ أحمدَ في "العلل"(٣١٢، ١٢٨٨)، وعنه الدُّولابِيُّ في "الكُنَى"(١/ ١٤٠) قال: حدَّثَنِي أبي، عن عفَّانَ، قال: جاء أبو جُزَيٍّ - واسمُهُ نصرُ بنُ طَريفٍ - إلى جَرِيرِ بن حازِمٍ يَشفَعُ لإنسانٍ يُحدِّثُهُ جَريرٌ، فقال جرير:"حدَّثَنا قتادةُ، عن أنسٍ، قال: كانت قَبِيعَةُ سيفِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من فِضَّةٍ". قال أبُو جُزَيٍّ:" كَذَبَ والله! ما حدَّثَناهُ قتادةُ إلَّا عن سعيد بن أبي الحَسَن".
قال أبي - يعني الإمامَ أحمدَ -: "وهو قولُ أبي جُزَيٍّ - يعني أصاب -،