وهذا إسنادٌ صالح، ليس فيه من ينظَر في حاله إلَّا أبو الزَّعراءِ، واسمُهُ: عبدُ الله بنُ هانِئٍ. ترجمَهُ البُخارِيُّ في "التَّاريخ الكبير"(٣/ ١/ ٢٢١) وقال: "سَمِعَ ابنَ مسعُودٍ - رضي الله عنه -. سمِعَ منه سلَمَةُ بنُ كُهَيلٍ. رَوَى عن ابنِ مسعُودٍ - رضي الله عنه - في الشَّفَاعَةِ: " ثُمَّ يقُومُ نبيُّكُم رابِعَهُم"، والمعرُوفُ عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -: "أنَا أوَّلُ شافِعٍ"، ولا يُتابَع في حديثه".
• قلتُ: وسوف يأتي الكلامُ عن هذا الحديثِ برقم (٣٦٦).
فالحاصلُ أنَّ أبا الزَّعراءِ لم يَروِ عنه إلَّا ابنُ أُختِهِ سَلَمَةُ بنُ كُهَيلٍ.
ووَثَقَهُ ابنُ سعدٍ في "طبقاتِهِ"(٦/ ١٧١)، والعِجِليُّ (٩٨٧)، وابنُ حِبَّانَ (٥/ ١٤)، كلاهما في "الثِّقات".
ومع تقدُّم طَبقَتِهِ وتَوثِيقِ هؤُلاء العُلَماء، يُمكِنُ تمَشِيَةُ حالِهِ في مِثلِ هذه الحِكاياتِ، أمَّا الأحاديثُ المَرفُوعَةُ فلها شأنٌ آخَرُ. واللهُ أعلَمُ.
والأحاديثُ الصَّحيحَةُ والحِكايَاتُ في هذا كَثِيرةٌ.