مرفُوعًا:"اهتَزَّ عَرشُ الرَّحمن لِمَوتِ سعد بن مُعاذٍ".
وقد قَرَنَ البُخاريُّ رواية أبي سُفيان برواية أبي صالحٍ، في هَذَين الحَدِيثَين.
ولَم يَروِ البُخاريُّ شيئًا للأعمشِ عن أبي سُفيان غيرَ هذين الحديثين، ورِوَايَتُهُ في الموضعين مَقرُونَةٌ برواية أبي صالحٍ.
أمَّا مُسلِمٌ، فأخرَجَ نحوَ ثلاثين حديثًا لهذه التَّرجمة:"الأعمش عن أبي سُفيان".
ولَعلَّ البَزَّارَ أرادَ أن الأعمش لم يَسمَع مِن أبي سُفيانَ هذا الحديثَ، وهذا سائغٌ، لو أراده البَزَّارُ؛ وذلك لأنَّ الأعمَشَ مُدَلِّسٌ، وقَد عَنعَنَهُ. والله أعلم.
وقد وَجَدتُ له شاهدًا من حديث أبي هُريرَة - رضي الله عنه - مرفوعًا مِثلَه.
أخرَجَهُ العُقيليُّ في "الضُّعَفاء"(٣/ ٢٨٧) في ترجمة "عَمرِو بن عبد الجَبَّار السِّنجَارِيِّ" من طريقه، عن أبي شِهابٍ، عن يحيى بن سعيدٍ، عن سعيد بن المُسَيَّب، عن أبي هُريرَة.
وقال العُقيليُّ:"عَمرُو بنُ عبد الجَبَّار لا يُتابَع على حدِيثِه".
وذَكَرَ الذَّهَبيُّ في "الميزان"(٣/ ٢٧٢) أن السِّنْجَارِيَّ هذا سَرَقَ هذا الحديثَ من عَمرِو بن عبد الجَبَّار الفُقَيمِيِّ، أو سَرَقَهُ الفُقَيمِيُّ مِنهُ.
وقد قال العُقيليُّ عَقِب الحديث:"هَذَا يُروَى بإسنادٍ مُعَلٍّ".
ولَعلَّه يُشِيرُ إلى حديثِ الفُقَيمِيِّ الذي مرَّ ذِكرُه، أو يَقصِدُ ما ذَكَرَهُ الدَّارَقُطنيُّ في "العِلل"(٢٢٠٧)، ومِن طريقه ابنُ الجوزِيِّ في "الواهيات"