للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

والبَيهَقِيُّ (٨/ ٦٤) من طَرَقٍ عن حمَّاد بن سَلَمَة، عن ثابتٍ، عن أنسٍ، أن أُخت الرُّبَيِّع، أُمَّ حارثة، جَرَحت إنسانًا، فاختَصَمُوا إلى النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فقال رسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "القصاصَ القِصاصَ"، فقالت أُمُّ الرُّبيِّع: "يا رسُول الله! أيُقتَصُّ من فُلانَةَ؟! والله! لا يُقتَصُّ منها"، فقال النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "سُبحانَ الله! يا أُمَّ الرُّبيِّع! القصاصُ من كتاب الله! "، قالت: "لا والله! لا يُقتَصُّ منها أبدًا! "، - قال: - فما زالت حتَّى قبلوا الدِّية، فقال رسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ من عباد الله من لو أقسم على الله لأبرَّه".

• قلتُ: وسياقُ حديثِ حُمَيدٍ يَختلِفُ عن سياقِ حديث حمَّادِ بن سَلَمَةَ في ثلاثة أشياءَ:

الأُولى: هل الجانيةُ الرُّبيِّعُ، أم أُختُها؟

والثَّانية: هل الجِنايةُ كسرُ الثَّنيَّةِ، أم الجِراحةُ؟

والثَّالثة: هل الحالف أُمُّ الرُّبيِّع، أم أخُوها أنَسُ بنُ النَّضر؟

فاختَلَفَ العُلماءُ. فمنهُم من قال: "هما قِصَّتان مُتغايِرتان"، كابنِ حزمٍ، والبَيهَقِيِّ، واحتَمَلَهُ النَّوَوِيُّ.

ومنهم مَن قال: "الحديثُ حديثُ حُميدٍ".

وخالَفَهُم آخَرُون، فقالُوا: "حمَّادُ بنُ سَلَمَةَ أثبتُ مِن حُميدٍ في ثابتٍ".

وقد حرَّرتُ هذا البحثَ في "تَعِلَّة المَفؤود بشرح مُنتقى ابن الجارُود" (٩٠٨). والحمدُ لله.

ومن شواهد هذه الفقرةِ ما:

أخرَجَهُ مُسلِمٌ في "كتاب الجَنَّة" (٢٨٥٤/ ٤٨) من حديث أبي هُريرة