والوَلِيدُ بنُ مُسلِمٍ كان يُدَلِّسُ تدليس التَّسوية، ولم يُصرِّح بالتَّحديث في جميع الإسناد.
وقد قال الطَّبَرانيُّ عَقِبَ روايتِه الحديثَ:"لم يَروِ هذا الحديثَ عن مكحولٍ إلَّا يزيدُ بنُ يزيدَ بن جابرٍ، ولا رواه عن يزيدَ إلَّا يزيدُ بنُ يُوسُف. تفرَّد به الوليدُ بنُ مُسلِمٍ".
أمَّا تفسيرُ الكَنزِ بأنَّهُ العِلمُ، فكلامُ السَّائل يُوهِمُ أنَّهُ مرفوعٌ إلى النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وليس كذلك، بل هو مَروِيٌّ عن ابن عبَّاسٍ قوله.
أخرَجَهُ الحاكمُ (٢/ ٣٦٩) قال: أخبَرَنا أبو عبد الله مُحمَّدُ بنُ عبد الله الصَّفَّارُ، ثنا أحمدُ بنُ مِهرَانَ، ثنا أبو نُعيمٍ، ثنا عليُّ بنُ صالحٍ، عن ميسرةَ بن حبيبٍ النَّهدِيِّ، عن المِنهالِ بن عَمرٍو، عن سعيد بن جُبيرٍ، عن ابن عبَّاسٍ - رضي الله عنهما -: {وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا}[الكهف: ٨٢]، قال:"ما كان ذَهَبًا ولا فِضَّةً، كانت صُحُفًا وعِلمًا".
قال الحاكمُ:"صحيحُ الإسناد، ولم يُخَرِّجاه".
• قلتُ: أمَّا شيخُ الحاكم، فترجمه الذَّهَبيُّ في "السِّير"(١٥/ ٤٣٧ - ٤٣٨)، فقال:"الشَّيخُ، الإمامُ، المُحَدِّثُ، القُدوَةُ"، ونقل عن الحاكم، قال:"هو مُحدِّثُ عَصرِه، كان مُجَابَ الدَّعوة، لم يَرفَع رأسَه إلى السَّماء، كما بَلَغَنا، نَيِّفًا وأربعين سنةً"، فظاهرٌ من ترجمته أنه صَدُوقٌ مُتماسِكٌ.
وأحمدُ بنُ مِهرانَ هو ابنُ خالدٍ الأَصبَهَانِيُّ، ذَكَرَه ابنُ حِبَّانَ في "الثِّقات"(٨/ ٤٨)، ثُمَّ أَعَادَ ذِكرَه (٨/ ٥٢) كذا فعل، وهُما رجلٌ واحدٌ. وتَرجَمَهُ أبو نُعيمٍ الأصبهانيُّ في "أخبار أصبهان"(١/ ٩٥)، وقال: "كان لا