للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الزُّبَير، عن عبد الله بن شريكٍ العامِرِيِّ، عن أبيه، قال: أُتي عليُّ بن أبي طالبٍ، فقيل: "إنَّ هاهنا قومًا على باب المَسجِد يَزعُمُون أنَّك ربُّهُم"، فدعاهم فقال لهم: "ويلَكُم! ما تقُولُون؟! "، فقالوا: "ربُّنا وخالِقُنا ورازِقُنا"، فقال: "وَيلَكُم! إنَّما أنا عبدٌ مثلُكُم، آكُلُ الطَّعام كما تأكُلُون، وأشربُ كما تَشرَبُون، إن أطعتُهُ أثابَنِي إن شاء اللهُ، وإن عصيتُهُ خشيتُ أن يُعَذِّبَنِي، فاتَّقُوا الله وارجِعُوا" فأبَوا، فطَرَدَهم، فلمَّا كان مِن الغَد غَدَوا عليه، فجاء قَنبَرٌ، فقال: "قد والله! رجعوا يَقولون ذلك الكلام"، فقال: "أَدخِلهُم عليَّ"، فقالوا له مثلما قالوا، وقال لهم مثلما قال، إلَّا أنَّه قال: "إنَّكم ضالُّون مَفتُونُون" فأبَوا، فلمَّا كان اليومُ الثَّالثُ أتَوهُ، فقالوا له مثلَ ذلك القولِ، فقال لهم: "والله! لئن قُلتُم، لأقتُلَنَّكم بأخبث القِتلة" فأبَوا إلَّا أن يتمُّوا على قولهِم، فدعا قَنبَرًا، فقال: "ائتني بفَعَلَةٍ معهم مُرورُهُم وزَبلُهم"، فلمَّا جاء بهم خَدَّ لهم أُخدودًا بين باب المسجد والقَصر، وقال: "احفِرُوا"، فحفروا فأبعَدُوا في الأرض، فلمَّا حَفَروا وأَبعَدوا جاء بالحطب فطرحه، وبالنَّار في الأخدُود، وقال: "إنِّي طارِحُكُم فيها، أو تَرجِعُوا"، فأبَوا أن يَرجِعُوا، فقذف بهم فيها، حتَّى إذا احتَرَقوُا قال:

"إنِّي إذا رأيتُ أمرًا منكَرًا … أوقدتُ ناري ودعوتُ قَنبَرًا".

قال ابنُ صاعِدٍ: ولم يحفظ لُوَينُ الشِّعرَ كلَّه.

قال الحافظُ في "الفتح" (١٢/ ٣٧٠): "إسناده حَسَنٌ".

وتعليقُ عليٍّ - رضي الله عنه - يَحتَمِلُ وجهين: