اسم حلب عربي لا شك فيه. وكان لقباً لتل قلعتها. وإنما عرف بذلك لأن إبراهيم الخليل صلوات الله عليه، كان إذا اشتمل من الأرض المقدسة، ينتهي إلى هذا التل فيضع به أثقاله، ويبث رعاءه إلى نهر الفرات
وإلى الجبل الأسود. وكان مقامه بهذا التل يحبس به بعض الرعاء، ومعهم الأغنام، والمعز، والبقر. وكان الضعفاء إذا سمعوا بمقدمه أتوه من كل وجه، من بلاد الشمال. فيجتمعون مع من اتبعه من الأرض المقدسة، لينالوا من بره، فكان يأمر الرعاء بحلب ما معهم طرفي النهار. ويأمر ولده وعبيده باتخاذ الطعام فإذا فرغ له من ذلك أمر بحمله إلى الطرق المختلفة بإزاء التل، فيتنادى الضعفاء:" إن إبراهيم حلب "، فيتبادرون إليه.
فنقلت هذه اللفظة كما نقل غيرها، فصارت اسماً لتل القلعة. ولم يكن في ذلك الوقت مدينة مبنية.
قيل: إن " بيت لاها " كان يقيم به أيضاً إبراهيم صلى الله عليه ورعاؤه يختلف إليه. وكان يفعل فيه أيضاً، كما يفعل في تل القلعة. لكن الاسم غلب على تل القلعة دون غيره.
وقيل: إن إبراهيم صفى الله عليه لما قطع الفرات من حران أقام ينتظر ابن أخيه " لوطا "، في كثير ممن يتبعه في سنة شديدة المحل. وكان الكنعانيون يأتون