وملك حلب بعده ابنه ألب أرسلان، ويعرف بالأخرس، وعمره ست عشرة سنة. وأمه بنت يغي سيان صاحب أنطاكية، وكان في كلامه حبسة وتمتمة، لذلك عرف بالأخرس، وكان متهوراً قليل العقل، ووضع عن أهل حلب ما كان والده جدده عليهم من الرسوم والمكوس.
وقبض على أخويه ملك شاه ومبارك، وكان مبارك من جارية وملك
شاه من أمه، فقتلهما. وكذلك فعل أبوه رضوان بأخويه، فانظر إلى هذه المقابلة العجيبة. وقبض جماعة من خواص والده فقتل بعضهم، وأخذ أموال الآخرين.
وكان المتولي لتدبير أموره خادم لأبيه يقال له لؤلؤ اليايا، وهو الذي أنشأ خانكاه البلاط بحلب. وكان قبل وصوله إلى رضوان خادماً لتاج الروساء ابن الخلال، فدبر أسوأ تدبير مع سوء تدبيره في نفسه.
وكان أمر الباطنية قد قوي بحلب في أيام أبيه، وتابعهم خلق كثير على مذهبهم طلباً لجاههم، وصار كل من أراد أن يحمي نفسه من قتل أو ضيم التجأ إليهم.