إليه الروج ومعرة مصرين. ورتب جماعة من الحجاب والمماليك في خدمته وذلك في جمادى الأولى.
[خبر الملك المعظم]
وفي ذي الحجة من سنة تسع عشرة وستمائة خرج الملك صاحب حماة إلى الصيد، فبلغ ذلك الملك المعظم عيسى، صاحب دمشق، فخرج مجدا من دمشق ليسبق صاحبها إليها فيملكها، فانتهى الخبر إلى الناصر، فسبق إليها.
ووصل إلى الملك المعظم إلى حماة، فوجد الملك الناصر قد وصلها، وفاته ما أراد، فسار إلى معرة النعمان واحتوى على مغلاتها، وسير أتابك شهاب الدين إليه، تقدمة مع مظفر الدين بن جرديك، إلى المعرة، فقبلها، واعتذر بأنه إنما جاء لكتاب، وصله من الملك الكامل، يأمره أن يقبض على خادم هرب منه، وأنه خرج خلفه ليدركه، فلما قرب من حماة، بدا من صاحبها من الامتهان، وعدم النزل والإقامة ما لا يليق. وتجنى عليه ذنوباً لا أصل لها، والملك الكامل، والملك الأشرف، حينئذ بمصر.
فرحل الملك المعظم إلى سلمية، بعد أن رتب بالمعرة والياً، ورتب السلمية والياً من قبله، وعزم على حصار حماة، واستعد صاحبها للحصار، ووكل الملك المعظم العرب، لقطع الميرة عن حماة، ومنع من يقصدها من الأجناد للإنجاد، وحول طريق القافلة على سلمية.
وأرجف الناس بأن حسام الدين ابن أمير تركمان، قد وافق الملك المعظم وأنه قد صاهر صاحب صهيون، وكان سيف الدين بن قلج، هو الذي أشار بترتيبه في اللاذقية وضمنه، فسار إليه، فلم يمتنع من تسليمها ولم يكن لما ذكر عنه صحة، فترك سيف الدين بن قلج بها أخاه عماد الدين، واستصحب حسام الدين معه إلى حلب، فأقام إلى أن زال الإستشعار من جهة الملك المعظم، وردت إليه. ووصل حسام الدين الحاجب علي نائب الملك الأشرف في بلاده إلى حلب واجتمع بأتابك شهاب الدين، وأعلمه أن الملك الأشرف، كتب إليه أن يرحل إلى الملك المعظم، ويرحله عن بلاد الناصر، ويعلم أتابك، أن هذا الذي وقع، لم يكن بعلم الملك الكامل، ولا الملك الأشرف، وأنهما لا يوافقانه على ذلك وسار الحاجب إليه في هذا المعنى.