للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ووصلت إليه رسل البلاد، من جميع الجهات، ومالوا إليه، وصاروا أتباعاً له، وأمر ونهى ببلد حلب، في الأجناد والأقطاع لا غير. وتردد أكابر الحلبيين إلى خدمته، وخلع عليهم، وانقضى فصل الشتاء.

[إنجاد دمياط وتحرك ابن المشطوب]

فأقطع الأقطاع لأجناد حلب، ورتب أمور أمرائها، ولا يفعل شيئاً من ذلك إلا بمراجعة الأتابك شهاب الدين، وبدا من الأمراء المصريين تحرك في أمره، وكرهو أمره ونهيه في حلب، وخافوا من استيلائه عليها، وانتقامه منهم لميلهم إلى الملك الأفضل. وبلغه عنهم أشياء عزموا عليها، وهو ثابت لذلك كله.

ووصلته رسل أخيه الملك الكامل، يطلب منه النجدة إلى دمياط. وكان ابن المشطوب قد أراد الوثوب عليه وتمليك الفائز أخيه، فأخرجه من الديار المصرية، بعد أن رحل من منزلته، التي كان بها في قبالة الفرنج، وعبور الفرنج إليها، ونهب الخيم ومنازلة دمياط، وقطعهم المادة عنها.

فاتفق رأي الملك الأشرف على تسيير الأمراء، الذين كانوا يضمرون الغدر، فسيرهم نجدة إلى أخيه، وهم المبارزان: ابن خطلخ وسنقر الحلبيان، وابن كهدان، وغيرهم.

وخاف ابن خطلخ منه، فاستحلفه على أن لا يؤذيه، فحلف له، وسيرهم إلى أخيه الملك الكامل فأقاموا عنده بالكلية.

وتوفي نور الدين صاحب الموصل في هذه السنة. وترك ابناً صغيراً قام بدر الدين لؤلؤ، مملوك جده بتربيته. وخطب للكامل والأشرف.

وقام زنكي بن عز الدين، فأخذ العمادية وهي قلعة حصينة فيها أموال الموصل بمواطأة من أجنادها، وعزم على أخذ الموصل، وقال: أنا أولى بكفالة ابن أخي. وساعده مظفر الدين صاحب إربل على ذلك، فسير لؤلؤ رسولاً إلى الملك الأشرف إلى حلب، يطلب إنجاده، فسير إليه عز الدين أيبك الأشرفي.

<<  <   >  >>