ولامه، وطلب منه ردها فلم يجب، فنذر أن يقتله متى ظفر به.
فالتفت السلطان إلى أرناط، ووافقه على ما قال، وقال له: هل أنا أنتصر لمحمد. ثم عرض عليه الإسلام، فلم يفعل. فسل السيف، وضربه به، فحل كتفه، وتمم عليه من حضر. وأخذ ورمي على باب الخيمة.
فلما رآه الملك على تلك الصورة لم يشد في أنه يثني به، فاستحضره، وطيب قلبه، وقال: لم تجر عادة الملوك أنهم يقتلون الملوك. ولكن هذا طغى، وتجاوز حده فجرى ما جرى.
[فتح طبرية وعكا وبيروت وغيرها]
ثم إن السلطان أصبح يوم الأحد، الخامس والعشرين، فنزل على طبرية، وتسلم قلعتها بالأمان من صاحبتها ثم رحل منها يوم الثلاثاء إلى عكا، فنرل عليها يوم الأربعاء سلخ الشهر. وقاتلها يوم الخميس مستهل جمادى الأولى، فأخذها، واستنقذ منها أربعة آلاف أسير من المسلمين، وأخذ جميع ما فيها، وتفرق العسكر.
وفتح بعده قيسارية ويالس، وحيفا، وصفورية، والناصرة، والشقيف، والفولة، فأخذوها، واستولوا على سكانها، وأموالها.
ورحل السلطان من عكا إلى تبنين، وقاتلها، منها إلى صيدا فتسلمها يوم الأربعاء العشرين منه. ثم سار إلى بيروت، ففتحها في التاسع والعشرين منه. ثم سلمت جبيل، إلى أصحابه وهو على بيروت.