يحد ولا يوصف وارتكبوا من الفاحشة مع حرم المسلمين، ما لم يفعله أحد من الكفار، إلا ما سمع عن القرامطة.
ثم رحلوا إلى بزاعا، والباب،، فعقبوا أهل الموضعين، واستقروهم على أموالهم التي أخذوها، واستصفوها منهم. وقتلوا منهم جماعة ونهبوا ما كان فيها من المتاع والمواشي، وكان بعضهم، قد هرب إلى حلب، وقت الوقعة، بما خف معه من الحرم، والمتاع، فسلم.
ثم رحلوا إلى منبج، وقد استعصم أهلها بالسور، ودربوا المواضع التي لا سور لها، فهجموها بالسيف، في يوم الخميس الحادي والعشرين، من شهر ربيع الآخر، من سنة ثمان وثلاثين.
وقتلوا من أهلها خلقاً كثيراً، وخربوا دورها، ونبشوها، فعثروا فيها على أموال عظيمة، وسبوا أولادهم ونساءهم، وجاهروا الله تعالى بالمعاصي في حرمهم. والتجأ لمة من النساء إلى المسجد الجامع، فدخلوا عليهن، وفحشوا ببعضهن في المسجد الجامع، وكان الواحد منهم يأخذ المرأة، وعلى صدرها ولدها الرضيع، فيأخذه منها، ويضرب به الأرض، ويأخذها، ويمضي.
[النجدات ضد الخوارزمية]
ووصل الخبر بكسرة عسكر حلب إلى حمص إلى الملك المنصور إبراهيم ابن الملك المجاهد، وقد عزم على الدخول إلى بلد الفرنج للغارة، وعنده من عسكره وعسكر دمشق مقدار ألف فارس، فساق بمن معه من العسكر ووصل إلى حلب في يوم السبت الثالث والعشرين، من شهر ربيع الآخر.
وخرج السلطان وأهل البلد، والتقوه إلى السعدي، ونزل الهزازة، ثم أخليت له في ذلك اليوم دار علم الدين قيصر الظاهري. بمصلى العبد العتيق خارج باب الرابية فأقام بها، واستقر الأمر معه على أن يستخدم