وزحفت الأتراك إلى البلد وكان والي القلعة رجلاً يقال له ورد، وعنده الأمير سديد الملك أبو الحسن بن منقذ، وكان قد كان من طرابلس إلى حلب في أيام نصر، وعندهما جماعة من الخواص، فلما علموا بذلك استدعوا أخاه سابق بن محمود.
وحمل من العقبة، وكان ساكنا بها في الدار التي تنسب إلى عزيز الدولة فاتك، ورفع إلى القلعة بحبل من السور، وهو سكران، ونادوا بشعاره، وأطاعه الأجناد، وأشاروا عليه بإطلاق أحمد شاه فأطلقه في الحال، وخلع عليه.
فنزل أحمد شاه إلى العسكر بالحاضر فسكن الثائرة، وأخمد الفتنة،
واستقرت قاعدة سابق، ولفب عز الملك أبو الفضائل، ودخل عليه ابن حيوس فأنشده قصيدة أولها:
لي لها أن أحفظ العهد والوا ... وإن لم يفد إلا القطيعة والصدا
فأطلق له سابق آلف دينار، وجعل له في كل شهر ثلاثين ديناراً، وكان سابق من متخلفي بني مرداس.
ولما ملك سابق اجتمعت بنو كلاب إلى أخيه وثاب، وعولوا على معونته عليه، وأخذ حلب له من أخيه سابق وانضاف إلى وثاب أخوه شبيب بن محمود، ومبارك أبن شبل ابن خالهما، وعامة بني كلاب.
فلما تحقق سابق ذلك استدعى أحمد شاه أمير الأتراك، وكان في آلف فارس وشاوره، فأنفذ أحمد شاه إلى رجل من الأتراك يعرف بابن دملاج واسمه محمد بن