وخرج ملك أنطاكية إلى وادي بزاعا، فخرج سوار فردهم إلى بلد الشمال واجتمع سوار وجوسلين بين العسكرين فاتفق الصلح بينهما.
وفي سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة، فتح أتابك قلعة انيرون، وبعدها قلعة حيران ومما كان أيضاً بيد الفرنج جملين، والموزو وتل موزن، وغيرهما.
وخرج عسكر حلب فظفروا بفرقة كبيرة من التجار والأجناد وغيرهم خرجت من أنطاكية تريد بلاد الفرنج، ومعها مال كثير ودواب ومتاع، فأوقعوا بهم، وقتلوا جميع الخيالة من الفرنج الخارجين لحمايتهم، وأخذوا ما كان معهم، وعادوا إلى حلب، وذلك قي جمادى الأولى من السنة.
وفي يوم الأربعاء خامس وعشرين من ذي القعدة، وقعت خيل تركمان نهضت من بلد حلب، فأوقعت بخيل خارجة من باسوطا فقتلوهم، وأسروا صاحب باسوطا وجاؤوا به إلى حلب، فسلموه إلى سوار فقيده.
وعزل أتابك وزيره جلال الدين أبا الرضا بالموصل، واستوزر أبا الغنائم حبشي ابن محمد الحلي.
[فتح الرها وسروج]
وكان أتابك زنكي لا يزال يفكر في فتح الرها، ونفسه في كل حين تطالبه بذلك، إلى أن عرف أن جوسلين صاحبها قد خرج منها في معظم عسكره، في سنة تسع وثلاثين وخمسمائة، لأمر اقتضاه، فسارع أتابك إلى النزول عليها في عسكر عظيم وكاتب التركمان بالوصول إليه، فوصل خلق عظيم.