للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

واستنجد بجماعة من الأتراك فسير ابن عمه ثروان بن وهيب فكسرهم وأسر منهم خلقاً عبر بهم على حران وسيرهم إلى بلاده.

وهجم حران بالسيف من الثلمتين وهم يقاتلون ولم تسكن الحرب حتى أعطى لؤلؤ الخادم الأمان، وأمن أبا بكر ابن القاضي وكان قد عاد إلى البلد، فحينئذ تفرق الناس.

ونهب عسكر شرف الدولة البلد، وقطع عليهم آلف دينار، وقبض على خلق منهم، وقتل ابن جلبة وولديه وثلاثة وتسعين رجلاً صبراً، وصلبهم، وصلب ابن جلبة أمامهم، ولم يف له بعهده، وذلك كله في سنة ست وسبعين.

[سلطان ومسلم بن قريش]

ووصل ابن جهير وزير القائم ليتسلم ديار بكر ومعه عسكر من ملك شاه وكان ابن جهير قد وزر مرة لثمال بن صالح، ثم وزر لابن مروان، ثم للقائم فوصل ابن مروان إلى شرف الدولة، واستنجده عليه فأنجده، فالتقوا

على آمد، فكسرهم ابن جهير، وأخذ أموال شرف الدولة، وأسر أصحابه، وأطلق من أسر من بني عقيل.

ثم إن ابن جهير بث سراياه في أعمال شرف الدولة فعاثت في بلاده، ونهبت، وذلك في سنة سبع وسبعين.

ووصله مال من حلب فتقوى به، وسار إلى الرحبة وسير عمه مقبل بن بدران رسولاً إلى مضر يطلب معونتهم، ويبذل لهم الطاعة، وكاتب السلطان ملك شاه يذكره بخدمته وطاعته ويذكر ما فعله ابن جهير.

فلما عرف ملك شاه ذلك وانفاذه عمه إلى مصر سار إلى الموصل ومعه نظام

<<  <   >  >>