للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الشاطر أحد عبيد ابن وثاب النميري، وكان يليها لعلي بن وثاب الطفل، وكان وثاب يعدل فيهم ويرفق بهم، فولى فيها جعفر العقيلي، فعدل عما كان وثاب يسلكه من العدل، وأظهر مذهب التشيع والإعلان به، وكان يتولى الحكم بها القاضي ابن جلبة، فاتفق مع أهل حران على العصيان على شرف الدولة، وكاتبوا يحيى بن الشاطر الذي تسلمها منه مسلم فوصل إليهم، ومعه ابن عطية النميري وجماعة، ووثبوا على أصحاب شرف الدولة فهربوا إلى الحصن، وقاتلهم ابن جلبة ومن انضم إليه.

فسير الوالي جماعة إلى شرف الدولة يعلمه بالحال، فبعضهم أخذ بالقرب من حران، وبعضهم أخذه أصحاب تاج الدولة، فعرف تاج الدولة الخبر قبل معرفة شرف الدولة فقويت نفسه.

وعرف شرف الدولة ذلك واستضر عسكره بتواصل الغارات عليه عندما قويت نفس تاج الدولة، وكان ذا مكر وخديعة، فرحل إلى مرج الصفر، وأوهم أنه يسير مقتبلاً لأمر عزم عليه، وقلق أهل دمشق لذلك.

ثم رحل مشرقاً في البرية على وادي بني حصين ونزل شرقي حماة، وراسل ابن ملاعب، وطيب نفسه إلى أن نزل فخلع عليه، وقرر معه أن يكون بينه وبين تاج الدولة درءا يمنع من الأذية في بلاده، فأجابه إلى ذلك،

وخلع عليه شرف الدولة وأكرمه وطيب نفسه.

وسار شرف الدولة إلى حران بعد أن أشرف الحصن على الأخذ، فقاتل حران، ونقب نقوباً في سورها وثلم ثلمتين، وأقام عليها شهرين، ومضى أبو بكر ابن القاضي ابن جلبة ويحيى بن الشاطر.

<<  <   >  >>