وهدموا سور البلد وأحرقوا مساجده ودوره وكسروا المنابر، وعاد بيمند إلى أنطاكية وقمص الرها إليها وفي هذه السنة فتحوا بيت المقدس وفعلوا فيها كما فعلوا بالمعرة.
وفي سنة ثلاث وتسعين، وصل مبارك بن شبل أمير بني كلاب في جمع كثير من العرب فحالف الملك رضوان، ورعوا زرع المعرة، وكفرطاب، وحماة، وشيزر، والجسر، وغير ذلك وخلت البلاد، ووقع الغلاء في بلد حلب، ولم يزرع شيء في بلدها، وسلط الله الوباء على العرب، فمات شبل ومبارك ولده، واضمحلت دولة العرب.
[حلب والفرنج]
وتوجه الملك رضوان في سلخ رجب من هذه السنة إلى الأثارب وأقام عليها أياما، وتوجه إلى " كلا " في الخامس والعشرين من شعبان لإخراج الفرنج منها، فاجتمع من كان في الجزر وزردنا وسرمين من الفرنج
والتقوا، فانهزم رضوان، واستبيح عسكره، وقتل خلق وأسر قريب من خمسمائة نفس وفيهم بعض الأمراء، وعاد الفرنج إلى الجزر وأخذوا برج كفرطاب وبرج الحاضر، وصار لهم من كفرطاب إلى الحاضر، ومن حلب غرباً سوى تل منس فإن أصحاب جناح الدولة كانوا بها.
وسار رضوان عقيب هذه النكبة إلى حمص مستنجداً بجناح الدولة فأجابه، وعاد إلى حلب ومعه جناح الدولة، وقد عاد الفرنج إلى أنطاكية، فأقام جناح الدولة بظاهر حلب أياماً، فلم يلتفت إليه رضوان فعاد عنه إلى حمص.
وتجمع الفرنج بالجزر وسرمين وأعمال حلب وجمعوا العدد والغلال لحصار حلب، وعولوا على حصارها في سنة خمس وتسعين، وقيل قبلها، ووصل بيمند وطنكريد إلى قرب حلب فنزلوا المشرفة، من الجانب القبلي