وكان في سنة اثنتين وثلاثين قد عول أتابك على قبض أملاك الحلبيين التي استحدثوها من أيام رضوان إلى آخر أيام إيلغازي، ثم قرر عليهم عشرة آلاف دينار، فأدوا من ذلك ألف دينار، وجاءت هذه الزلازل، فهرب أتابك من القلعة إلى ميدانها حافياً، وأطلق القطيعة.
وفي هذه السنة، نهض سوار الفرنج فغنم من بلادهم، ولحقوه فاستخلصوا ما غنم، وانهزم المسلمون فغنم الفرنج، وأخذوا منهم ألفاً ومائتي فارس، وأسروا صاحب الكهف ابن عمرون، وكان قد سلمها إلى الباطنية.
وفي شهر رمضان منها، استحكم الفساد بين أتابك وتمرتاش، فنزل أتابك زنكي دارا، وحصرها وافتتحها في شوال، وأخذ رأس عين وجبل جور وذا القرنبن. ومات سوتكين الكرجي بحران، فأنفذ أتابك زنكي وأخذها.
[زنكي يفتح بعلبك ويحاصر دمشق]
وقتل شهاب الدين محمود ابن تاج الملوك على فراشه، ليلة الجمعة الثالثة والعشرين من شوال من السنة، قتله البغش ويوسف الخادم، وفراش، وكان قد قربهم واصطفاهم.
وسير أنر إلى محمد أخيه صاحب بعلبك، فأجلسه في منصب أخيه وأخرج