وأغارت خيل الرها من الفرنج ببلد الشمال، وهي عابرة إلى عساكر الفرنج، فأوقع بهم سوار وحسان صاحب منبج وقتلوهم بأسرهم وحملوا الرؤوس والأسرى إلى حلب.
[حروب داخلية وخارجية]
وفتح شمس الملوك اسماعيل ابن تاج الملوك حماة من يد نائب صلاح الدين، وكان قد عزم على ذلك، فتحصن واليها، فانتهى ذلك إلى شمس الملوك، فخرج في العشر الأواخر من شهر رمضان، وعزم على قصدها والناس بها غافلون.
وهجم يوم العيد على من فيها وزحف في الحال فتحضنوا منه، فعاد في ذلك اليوم، وقد نكا أصحابه في أهلها، ثم زحف عليها زحفاً قوياً، فانهرموا بين يديه، وهجم البلد فطلبوا الأمان فأمنهم، وحلفه والي القلعة على أشياء اقترحها، وأجابه إليها وسلمها إليه، فسلمها إلى شمس الخواص.
وحصر المسترشد الموصل، وثارت الحروب بين السلاطين، فبلغ المسترشد ما أزعجه، فعاد عنها، فوصل حسام الدين تمرتاش إلى خدمة أتابك زنكي، فسار معه إلى لقاء داود بن سكمان بن أرتق، فكسره أتابك بباب آمد، وانهزم داود وأسر ولده، وقتل جماعة من أصحابه، وذلك في يوم الجمعة سلخ جمادى الآخرة.
ونزل على آمد وحصرها، وقطع شجرها، فصانعه صاحبها بمال، فرحل عنها إلى قلعة الصور ففتحها، وفتح البارعية، وجبل جور، وذا القرنين، ووهب