والملك الأشرف في حران، وابن المشطوب في اقطاعه رأس عين، وقد داخل صاحب ماردين، وقرر الأمر معه على العصيان على الملك الأشرف، وجمع جماعة من الأكراد، فنمي الخبر إلى الملك الأشرف.
وخاف ابن المشطوب، فسار إلى سنجار، فاعترضه والي نصيبين، من جهة الملك الأشرف، وقاتله فهزمه، واستباح عسكره، وسار إلى سنجار، فأجاره قطب الدين صاحبها. وأرسل الملك الأشرف إليه، في طلبه، فلم يجبه إلى ذلك، فسار الملك الأشرف نحوه، فترك سنجار، ومضى إلى تلعفر، فعصى بها، فوصل إليه ابن صبره وعسكر الموصل.
ووصل الملك الأشرف إلى سنجار، وفتحها، وعوض صاحبها بالرقة عنها، وفتح لؤلؤ تلعفر، وسلمها إلى الملك الأشرف، واستجار ابن المشطوب بلؤلؤ، فأجاره على حكم الملك الأشرف، فيها، وسلمه إلى الملك الأشرف، فقيده وسجنه بسنجار.
[تحرك الأشرف إلى الموصل ومصر]
وسار الملك الأشرف إلى الموصل، ومعه عسكر حلب، فأقام مخيماً على ظاهرها، حتى أصلح أمرها مع صاحب إربل، وهادنه.
ووصل الملك الفائز من الديار المصرية، مستصرخاً، وطالباً للنجد، ووصل إلى حلب، وأنزل بالميدان الأخضر، وسار إلى الموصل، إلى أخيه الملك الأشرف، فأقام عنده، بظاهر الموصل، شهراً ومات.
وانفصل الملك الأشرف عن الموصل، بعد إصلاح أمورها، وشتى بسنجار، وقبض على حسام الدين بن خشترين وكان أميراً من أمراء حلب لغدر بلغه عنه، وقيده، وسيره، وابن المشطوب إلى قلعة حران، فحبسهما فيها إلى أن ماتا. وقبض على ابن عماد الدين صاحب قرقيسيا، وأخذها، وعانة