ثم سار إلى عسقلان، ونازلها يوم الأحد السادس عشر من جمادى الآخرة، وتسلمها يوم السبت سلخ جمادى الآخرة، بعد أن تسلم في طريقه مواضع كالرملة وينبا والداروم. وأقام على عسقلان، وتسلم أصحابه غزة، وبيت جبرين، والنطرون، وبيت لحم، ومسجد الخليل عليه السلام.
[تسلم القدس من الفرنج]
وسار إلى بيت المقدس، فنزل عليه يوم الأحد الخامس عشر من شهر رجب من سنة ثلاث وثمانين، فنزل بالجانب الغربي، وكان مشحوناً بالمقاتلة من الخيالة والرجالة. وكان عليه من المقاتلة ما يريد على ستين ألفاً غير النساء والصبيان. ثم انتقل إلى الجانب الشمالي، يوم الجمعة العشرين من شهر رجب ونصب عليه المنجنيقات، وضايقه بالزحف، والقتال، وكثرة الرماة، حتى أخذ النقب في السور، مما يلي وادي جهنم، في قرنة شمالية.
ولما رأوا ذلك وعلموا أن لا ناصر لهم، وأن جميع البلاد التي افتتحها السلطان صار من بقي من أهلها إلى القدس، خرج عند ذلك إليه ابن بارزان، ملقياً بيده، ومتوسطاً لأمر قومه، حتى استقر مع السلطان خزوج الفرنج عنها بأموالهم وعيالهم، وأن يؤدوا عن كل رجل منهم عشرة دنانير، وعن كل امرأة خمسة دنانير، وعن كل طفل لم يبلغ الحلم دينارين. ومن عجز عن ذلك استرق، فبلغ الحاصل من ذلك عن من خرج منهم مائتين وستين ألف دينار صورية، واسترق بعد ذلك منهم نحو ستة عشر ألفا.
وكان السلطان قد رتب في كل باب أميراً أميناً لأخذ ما استقر عليهم، فخانوا، ولم يؤدوا الأمانة، فإنه كان فيه، على التحقيق، العدة التي ذكرناها. وأطلق ابن