وكان أتابك عماد الدين زنكي بن قسيم الدولة أقسنقر قد ملك الموصل بتواقيع السلطان محمود، فسير إليه شهاب الدين مالك بن سالم صاحب قلعة جعبر وأعلمه بأحوال حلب وحصارها فسير أتابك إليها
عسكراً مع الأمير سنقر، دراز والأمير الحاجب صلاح الدين حسن ودخل الأمير صلاح الدين فأصلح الحال، ووفق بينهما على أن استدعيا أتابك زنكي من الموصل، فتوجه بالجيوش إلى حلب، وقيل، إن بدر الدولة وختلغ سارا إليه.
وقيل (*) : إن ختلغ أبه لم يزل بالقلعة حتى وصل أتابك فنزل إليه، وصعد أتابك إلى القلعة يوم الاثنين سابع عشر جمادى الآخرة، من سنة اثنتين وعشرين وخمسمائة، وارتاد موضعاً ينقل أباه قسيم الدولة إليه ويدفنه به، وكان مدفوناً بالقبة التي على جبل قرنبيا. فعرض عليه بدر الدولة نقل أبيه إلى المدرسة التي أنشأها بالزجاجين.
وقيل: إن أبا طالب بن العجمي طلب منه ذلك، فنقله ورفعه في الليل من سور حلب، ودفنه في البيت الشمالي من المدرسة، واتخذه تربة لمن يموت من أولاده