وأغار الفرنج في سنة ست وثلاثين وخمسمائة على بلد سرمين، وأخربوا ونهبوا، ثم إلى جبل السماق، وكذلك فعلوا بكفر طاب، وتفرقوا فأغار علم الدين ابن سيف الدين سوار مع التركمان إلى باب أنطاكية، وعادوا بالغنائم والوسيق العظيم.
وأغار لجة التركي وكان قد نزح عن دمشق إلى خدمة زنكي على بلد الفرنج، في جمادى، فساق وسبى وقتل. وذكر أن عدة المقتولين سبعمائة رجل. واتفق في هذه السنة خلف شديد بين أتابك زنكي وقرا أرسلان بن داود بن سكمان بناحية بهمرد، فالتقيا فكسره أتابك، وفتح بهمرد، وعاد إلى الجزيرة، ثم إلى الموصل فشتى بها.
وفي هذه السنة تقرر الصلح بين أتابك والأرتقية ووصل أولادهم إلى الخدمة ثم عادوا.
وفي خامس شعبان مات وزير أتابك ضياء الدين بن الكفرتوثي ووزر موضعه أبا الرضا بن صدقة، ثم عزله في سنة ثمان وثلاثين.
ونهض سوار في شهر رمضان إلى بلد أنطاكية، وعند الجسر جمع عظيم وخيم مضروبة من الفرنج، فخاض التركمان إليهم العاصي، وكسروا الجميع هناك، وقتلوا كل من كان بالخيم، ونهبوا وسبوا، وعادوا إلى حلب بالوسيق العظيم، والأسرى والرؤوس.
وفتح أتابك قلعة أشب المشهورة بالحصانة، في ثالث وعشرين من شهر رمضان من سنة سبع وثلاثين.