وأما علم الدين سليمان بن جندر، وحسام الدين طمان بن غازي، وأهل الحاضر، فإنهم راسلوا عماد الدين صاحب سنجار، وكتموا أمرهم، وشاذبخت هو الوالي بالقلعة، والحافظ لخزانتها، والمدبر للأمور مع النورية، فسير إلى علم الدين سليمان، وحسام الدين طمان، وطلب منهما الموافقة في اليمين لعز الدين، فماطلا، ودافعا. فلما تأخر وصول عماد الدين عليهما، وافقا على اليمين لعز الذين. ولما وصل رسول الأمير إلى عز الدين، سار هو ومجد الدين قايماز إلى الفرات، فنرل على البيرة ووصجل شهاب الدين أخو عماد الدين مختفياً واجتمع بطمان وابن جندر، وأعلمهما أن عماد الدين في بعض الطريق، فأخبروه بأخذ اليمين عليهم، وأن تربصه بالحركة أحوجهم إلى ذلك، فعاد إليه أخوه وعرفه، فعاد إلى بلاده.
وأما عز الدين، فحين وصل إلى البيرة أرسل إلى الأمراء الدين بحلب، واستدعاهم إليه. فخرجوا والتقوه بالبيرة، وساروا معه إلى حلب، ودخلها في العشرين من شعبان. واستقبله مقدموها ورؤساؤها، وصعد إلى القلعة.
وكان تقي الدين عمر، ابن أخي الملك الناصر بمنبج، فعزم على أن يحول بين عز الدين وحلب، حين وصل إلى البيرة لأنه وصل جريدة، وتخلف عنهم الغلمان والحشد، ثم إنه تثاقل هو وأصحابه عن ذلك.
ولما وصل عز الدين إلى حلب، سار تقي الدين من منبج إلى حماة، وثار