فأسرعت السير، حتى وصلت إلى قيصرية، والسلطان في الكيقباذية، فاستدعاني إليه، ولم أنزل بقيصرية، واجتمعت به، عند وصولي، يوم الثلاثاء، سادس عشر شوال، من سنة خمس وثلاثين وستمائة.
ووقعت الإجابة إلى عقد العقد. ووكل السلطان كمال الدين كاميار، على عقد العقد معي، على أخته ملكة خاتون بنت كيقباذ. ودخلنا في تلك الساعة إلى قيصرية، وأحضر قاضي البلدة، والشهود، وعقدت العقد مع كاميار، على خمسين ألف دينار سلطانية، مثل صداق كيخسرو، الذي كتب عليه لأخت السلطان الملك الناصر.
وأظهر في ذلك اليوم من التجمل، وآلات الذهب، والفضة، ما لا يمكن وصفه. ونثرت الدنانير الواصلة، صحبتي، وكانت ألف دينار.
ونثر في دار السلطان من الذهب، والدراهم، والثياب، والسكر، شيء كثير. وضربت البشائر في دار السلطان، وأظهر من السرور والفرح، ما لا يوصف. وسيرت، في الحال، بعض أصحابي إلى حلب، مبشراً بذلك كله، فضربت البشائر بحلب، وأفيضت الخلع على المبشر.
وعدت إلى حلب، فدخلتها يوم الخميس، تاسع ذي القعدة، والتقاني السلطان الملك الناصر أعز الله نصره يوم وصولي.
هذا كله، والعسكر الحلبي محاصر حماة. وكان قبل هذا العقد، سير السلطان كيخسرو الأمير قمر الدين الخادم ويعرف بملك الأرمن رسولاً إلى حلب، وعلى يده توقيع من السلطان الملك الناصر، بالرها، وسروج. واتفق الأمر، معه، على أن خطب له الملك المظفر شهاب الدين غازي ابن الملك العادل وأقطعه حران، وأقطع الملك المنصور صاحب ماردين سنجار، ونصيبين، والملك المجاهد صاحب حمص عانة، وغرباً من بلد الخابور.
وكانت هذه البلاد في يد الملك الصالح ابن الملك الكامل. واتفق الأمر، على أن يأخذ السلطان كيخسرو آمد، وسميساط، وأعمالها.
[قوة الخوارزمية]
وكان الخوارزمية، قد خرجوا على الملك الصالح، واستولوا على البلاد