ووفد بهم الأمير أبو زائدة، ووصلوا إلى وادي بطنان. واتفق وصول
المعروف بتركمان التركي في آلف فارس من الغز، ومعه جملة من العدد لمحاصرة حلب ومعونة تتش.
وعبر تركمان على طريق الفايا، فسار الأمير أبو زائدة بمن معه من الجمع، ولقوا تركمان في أرض الفايا، فأوقعوا به وكبسوا عسكره، وقتلوه، ونهبوا ما كان فيه بأسره وجميع ما كان للتجار الواصلين في صحبته، واتصل هذا الخبر بتاج الدولة وهو منازل حلب، فرحل عنها إلى الفرات، وتوجه نحو ديار بكر وشتى بها.
[عودة تاج الدولة]
ثم عاد وقطع الفرات، وتسلم منبج وحصن الفايا وحصن الدير، وشحنها بالرجال، وسار بالعسكر إلى حصن بزاعا، وكان صاحبه شبل بن جامع، وبعض رجال هذا الحصن ممن كانت له النكاية العظيمة في عسكر تركمان، فقاتله تاج الدولة، وفتحه بالسيف، وقتل كافة من كان فيه، ونهبه وشحنه بالرجال.
ورحل إلى عزاز وقد انضوى إلى قلعتها خلق عظيم، ومنعهم الوالي بها من الصعود إليها فالتجئوا إلى سند القلعة بأقمشتهم، والناس عليها، وأساء الوالي بها وكان اسمه عيسى، التدبير والسياسة.
فزحف العسكر إلى القلعة، وقاتلها، وضربها بالنار، فاحترقت أقمشة
الناس، وغلاتهم، وحرمهم، وأولادهم، وأشرفت على الأخذ وخرج قوم من الحريق إلى عسكر تاج فأمنهم، وتقدم إليهم بالعودة إلى ضياعهم.
ورحل الملك تاج الدولة إلى جبرين قور سطايا، فأخذها وشحنها بالرجال، فخرج الأمير أبو زائدة محمد بن زائدة من حلب في الليل، ووصل إلى ضيعة تعرف بكرمين، فوجد بها خمسين فارساً من الغز، فقتلوا أكثرهم، وغنموا كل ما كان معهم، وعادوا إلى حلب سالمين.