عليه، وهو الذي رباه، وجمال الدين شاذبخت الهندي وهو والي القلعة والحاكم بها، وسعد الدين كمشتكين مقدم العساكر ومتولي إقطاعهم، وشهاب الدين أبو صالح بن العجمي، وزير الملك الصالح، فخاف. وولوا رئاسة حلب الريس صفي الدين طارق ابن الطريرة، وعزلوا أبا محمد الحكم، وكان يتولى الرئاسة في أيام نور الدين.
فخاف ابن المقدم والأمراء، الدين بدمشق، أن يستقر أمر كمشتكين بحلب، فيأخذ الملك الصالح، ويسير إلى دمشق، ويفعل كما فعل بأولاد الداية. فكاتبوا سيف الدين غازي صاحب الموصل، ليصل إليهم، ويسلموا إليه دمشق، فخاف أن تكون مكيدة منهم، فامتنع من ذلك. وراسل سعد الدين كمشتكين والملك الصالح، وصالحهما على الجزيرة، وإبقائها في يده.
[استدعاء صلاح الدين الأيوبي إلى دمشق]
فخات الأمراء، بدمشق من اتفاق سيف الدين والملك الصالح عليهم، فكاتبوا الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب، واستدعوه من مصر ليملكوه عليهم، فسار من مصر في سمبعمائة فارس، والفرنج في طريقه، فلم يبال بهم. فخرج إليه صاحب بصرى وكان ممن كاتبه.
ولما وصل إلى دمشق خرج كل من كان بها من العسكر، والتقوه ودخل البلد، ونزل في دار أبيه المعروفة بدار العقيقي، وعصى عليه في القلعة خادم اسمه ريحان، فأعلمه أنه إنما جاء في خدمة الملك الصالح، فسلم إليه القلعة، وصعد الملك الناصر إليها، وأخذ ما فيها من الأموال، فاستعان به، وتزوج خاتون بنت معين الدين، وكانت زوجة نور الدين، واستخلف أخاه طغتكين سيف الإسلام.