للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فكم فارس منهم تركنا مجدلاً ... يباشر ترب القاع منه الترائبا

وإذ أيقنوا أن ليس للكسر جابر ... تولوا وعن " جبرين " حثوا الركائبا

وخلوا بها كسباً حووه، وأبصروا ... سلامتهم منا أجل مكاسبا

[أعمال تاج الدولة]

وأما تاج الدولة تتش فإنه رحل من جبرين، وسار إلى دمشق فملكها، وتسلمها من أتسز بن أوق التركي، ثم فسح من عسكره أفشين التركي،

ومعه أكثر العسكر، وعاد شمالاً ونهب عسكره ضياعاً في أعمال بعلبك.

ووصل رفنية في اليوم العاشر من جمادى الأولى، وفيها جماعة كثيرة من التجار والقوافل متوجهين إلى طرابلس، فهجمها بغتة، وقتل ممن كان بها جماعة، واستباح أموالهم وحريمهم، وأقام بها عشرة أيام.

ثم سار فنزل حصن الجسر، فأكرمه أبو الحسن بن منقذ فأعلمه بما عول عليه من نهب الشام، فسأله في بلدة كفرطاب إلا يعترضها فأجابه.

وسار فنزل قسطون فجرى أمرها في النهب والعقوبة مجرى رفنية، وأقام بها نيفاً وعشرين يوماً ثم تنقل وعسكره بالمنجنيقات على أبراج جبل السماق وغيرها، حتى لم يبق بها موضع ولا برج إلا افتتحه وأهلكه، واستباح حريمهم وأولادهم، واستغرق أحوال أهل سرمين والمعرة بالقطائع، وطلع إلى جبل بني عليم فلم يتم له بها شيء.

وسار فنزل ضياع معرة النعمان الشرقية بالمنجنيقات، ففتح أبراجها وحصونها بالسيف، وأخذ ما لا لمكن إحصاؤه، وغلب أهلها فهلك منهم خلق، ونزل تل منس، وقطع عليها خمسة آلاف دينار، ولم يتمكن من أخذها.

وانتقل إلى عمل معرة النعمان ففعل مثل ذلك، وسار إلى معرتاج

من بلد كفرطاب، فتحصن أهلها في أبراجها، وتعثرت عليه فأحرقها، وهلك جميع من كان فيها.

وبلغ تاج الدولة ذلك، وهو بدمشق، فأسرع السير إلى أن وصل إلى ظاهر كفرطاب يطلب أرسلان تاش، فوجده قد رحل إلى بلاد الروم، فعاد إلى دمشق وسكن الناس فى طريقه

<<  <   >  >>