جهته، فسير نجدة من أجود عساكره، وعرض عليهم أن يسير غيرها، فاكتفوا بمن سيره.
وسير ملك الروم رسولاً إلى الملك الكامل، يخاطبه في الامتناع عن قصد حلب، فأمر بالتبريز من دمشق، لقصد حلب، وأخرج الخيم والأعلام، فمرض، ومات بدمشق، في قلعتها، في حادي وعشرين، شهر رجب، من سنة خمس وثلاثين وستمائة.
ووصل خبر موته، فعمل له العزاء بحلب، وحضره، السلطان الملك الناصر، يومين، وأمر العسكر، في الحال، بالخروج إلى معرة النعمان فخرج، ونازل معرة النعمان، مع الملك المعظم، ووصل رسول الملك المظفر صاحب حماة يتلطف الحال، فلم يلتفت إليه، ولم يستحضر. وسيرت المجانيق، ونصبت على قلعة المعرة.
[زواج الملك الناصر وفتح معرة النعمان]
ووصل في أثناء ذلك، رسول من السلطان غياث الدين كيخسرو، يطلب الوصلة إلى الخاتون الملكة، بأن تزوجه بنت السلطان الملك العزيز، أخت السلطان الملك الناصر، وأن يزوج السلطان الملك الناصر، أخت السلطان غياث الدين.
واستقر الأمر على ذلك، واجتمع الناس في دار السلطان، بالقلعة، وعقد عقد السلطان غياث الدين على الست غازية خاتون. وتوليت عقد النكاح على مذهب الإمام أبى حنيفة رضي الله عنه لصغر الزوجة، على خمسين ألف دينار. وقبل النكاح، عن السلطان غياث الدين الرسول الواصل من جهته، عز الدين قاضي دوقات، حينئذ ونثر الذهب، عند الفراغ من العقد.
ووصل، عند ذلك، الخبر بفتح معرة النعمان، في تلك الساعة، على جناح طائر وضربت البشائر للأمرين، وذلك في سنة خمس وثلاثين وستمائة.