للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فقلت: فالمولى يعلم ما جرى بيننا وبين صاحب حمص، من الأيمان، وما نقض منها عهداً، وإذا قصده قاصد إلى حمص يتعين إنجاده ونصرته. وإذا وصل عسكر من حلب لنجدته، فكيف يفعل المولى؟ فتلجلج، وقال: أنا قاتله، ومن قاتلني قاتلته.

فكتبنا بذلك إلى حلب، فجاء الأمر بالتوجه إلى حلب، فسرنا في الحال من غير توديع، حتى وصلنا العبادي ليلة الاثنين، مستهل جمادى الأولى، من سنه خمس وثلاثين وستمائة، فلحقنا المهماندار بالخلع والتسفير، فلم نقبل منه شيئاً. ووصلنا إلى حلب يوم الثلاثاء، فتحقق أنه قد داخل الملك الكامل، وأنه يطالعه بالمتجددات جميعها.

وأما دمشق، فإن الملك الكامل، لازم حصارها، حتى صالحه الملك الصالح، على أن أبقى له بعلبك، وبصرى، وأخذ منه دمشق، في تاسع عشر جمادى الأولى، من السنة، ولم يتعرض لنجدة حلب، وحمص، بسوء. وخرجوا من دمشق إلى مستقرهم.

ووصل الناصح، وعسكر حلب، إلى حلب، واستدعى الملك المعظم وأقارب السلطان والأمراء، وحلفوا للسلطان الملك الناصر وللخاتون المملكة على طبقاتهم. ثم حلف بعد ذلك أكابر البلد، ورؤساوها. ثم حلف الأجناد والعامة.

واستعد الناس للحصار بالذخائر، والأقوات، والحطب، وما يجري مجراه ونقلت أحجار المناجيق إلى أبواب البلد، واستخدم جماعة من الخوارزمية وغيرهم.

ووصل قنغر التركماني، فاستخدم بحلب، وقدم على التركمان. وقفز جماعة من العسكر الكاملي إلى حلب، فاستخدموا.

وتتابعت الرسل إلى ملك الروم لطلب نجدة، تصل إلى حلب، من

<<  <   >  >>