وملك الملك العادل نور الدين أبو القاسم محمود بن زنكي بن أق سنقر حلب، عند ذلك في شهر ربيع الآخر يوم الثلاثاء عاشر الشهر، سنة إحدى وأربعين وخمسمائة.
ووصل إليه صلاح الدين الياغيسياني يدبر أموره ويقوم بحفظ دولته، فحينئذ راسل جوسلين الفرنجي أهل الرها وعامتهم من الأرمن، وحملهم على العصيان وتسليم البلد، فأجابوه إلى ذلك، وواعدوهم يوماً يصل إليهم فيه.
وسار إليها فملك البلد، وامتنعت القلعة فقاتلها، فبلغ الخبر إلى نور الدين محمود بن زنكي، وهو بحلب، فسار إليها في عسكره، فخرج جوسلين هارباً إلى بلده.
ودخلها نور الدين فنهبها وسبى أهلها، وخلت منهم، فلم يبق بها منهم إلا القليل.
وأرسل نور الدين من سبيها جارية في جملة ما أهداه إلى زين الدين علي كوجك، نائب أبيه بالموصل، فلما رآها دخل إليها، وخرج من عندها وقد اغتسل،